18.1 C
بنغازي
2024-04-19
مقالات رأي

إغلاق النفط أمام السراج قادم

إغلاق النفط أمام السراج قادم - 44277337 2028885663840152 2251280367455567872 n 2

بقلم: محمود محمد المفتي

يبدو أن مراحل جديدة ستفرزها الحرب الطاحنة بالعاصمة الليبية حيث التجويع مقابل إغلاق موانئ النفط على حكومة السراج. وهذا بطبيعة الحال يفسّر مدى خسارة الحشد الميليشاوي والتنظيمات الإرهابية التي تدعمها حكومة السراج بطرابلس بمعركتها على الأرض ضد الجيش الوطني الليبي وتوجهها نحو إستعمال أساليب اخرى مما يزيد تعميق الأزمة الليبية وتصعيد يرتقي إلى نوايا التقسيم والإبادة الجماعية من قبل تنظيم الإخوان الليبي من يسيطر على حكومة السراج.

“يقول الإعلامي القدير عيسى عبدالقيوم في تغريدة، من هنا تبدأ دورة العنف:
محافظ ليبيا المركزي التابع لحكومة السراج الصديق الكبير يغلق المنظومة المصرفية عن برقة بالكامل .. وحكومة السراج توقف مستحقات برقة من الرسوم المحصلة من بيع العملة الصعبة فى مدنها.. وخبر يوم الأمس (المرفق) عضو (اسلامي) بمجلس الدولة الفاشل يحرض على تجويع كل مدن المنطقة الشرقية بالاضافة الى المدن التى تخضع للمؤقتة .. اما خبر اليوم فيبشر بفتح منظومة اصدار الجوازات فى اسطنبول فى الوقت الذي تغلق وتعرقل في بنغازي !!!.
من هنا تحديداً ينبع التحريض على العنف واستفزاز المجتمع .. فهذه المجموعة المغتصبة للسلطة (حصراً) يتعاملون معنا على أساس أننا “دولة عدو” وليس خصوم سياسة!! .. وبلا تلعثم أريد من كل هؤلاء أن يفكروا فقط فيما لو كانت ردة الفعل هي المطالبة بإغلاق النفط كونه مصدر الاموال التى يهددون بقطعها ومستمرون فى نهبها .. فماذا سيكون ردهم؟!.
من هنا من قمة جبل التهديد بالتجويع وتتفيذ سياسة الحصار كان يجب ان يكون للمثقف والاعلامي والقانوني دور فى زجر مثل هذه الاصوات التى يؤدي فحيحها الى تنامي روح الكراهية والتحريش بين ابناء الوطن الواحد .. اما مجرد شجب “نتائج متوقعة” من سياسات فاشية فمجرد مزايدات مدفوعة الثمن ومحاولة لخلط اوراق ملتهبة .”.

إذن المجتمع الدولي وخاصة أوروبا تدرك جيدا أن جوهر مصالحهم الإقتصادية في ليبيا هو النفط، وقد قرر هذا التكالب الأممي معادلة مهينة منذ بداية تدخلهم في الشأن الليبي على أن تكون إيرادات النفط تحت سيطرة مركزية طرابلس التي يديرها تنظيم إخواني فاشي بواجهة السراج كوكيل لتلك مؤامرة، ناهيك عن إصرار المجتمع الدولي بالسماح للجيش الليبي ودعمه لحماية النفط دون مردود مادي أو إعطائه الصلاحية في أي قرار لتوزيع الثروات الليبية بطريقة عادلة.

يبقى السؤال هنا ومن منطلق تسارع الأحداث وترك المجتمع الدولي الصراع الليبي مفتوح دون التنديد أو الإستنكار بما تفعله قطر وتركيا من دعم جماعات إرهابية تصدر إلى العاصمة الليبية كذلك غض النظر عن النهب الممنهج ومن دول بعينها عبر قنوات سلطة الأمر الواقع التي فرضت على الشعب الليبي من طرابلس، لتتطور الأمور بقرارات معلنة بقطع رواتب على المنطقة الشرقية و قفل المنظومة المصرفية على الشرق والجنوب علما أن الإقتصاد الليبي لازال ريعي التكوين وبهذا بوادر الإبادة الجماعية للمنطقة الشرقية والجنوبية أصبحت واقع سيطبقه السراج من خلال خطه  ( ب ) بعد أن خسروا 85% من الأراضي الليبية التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي اليوم.

السيناريو القادم سيكون واضح المعالم وهو إخطار مجلس الأمن والبيت الأبيض والاتحاد الأوربي ومؤسسات المجتمع المدني الداعمة للسلام بما تمارسه حكومة الصخيرات على أن الجيش الليبي لن يكون مكتوف الأيدي بالسماح لأقلية مريضة لا تتعدى 1500 متطرف فى العاصمة الليبية بإرتكاب جريمة ضد الإنسانية بتجويع 70% من سكان ليبيا.

وعليه عندما يعلن عن إغلاق النفط الليبي سيكون هنالك خيارين إما وقوف الدول الكبرى مع القرار وتفهمهم للوضع الراهن ومساعدة الجيش الليبي بتحرير طرابلس من تلك طغمة فاسدة، أو سينتقل الصراع الليبي إلى مرحلة المكشوف أي التدخل المباشر لروسيا والصين حسب المعاهدات الموقعة مع الجيش الليبي ليضع بعض دول الإتحاد الأوروبي في حرج كذلك بتهمة ضلوعه في خراب ليبيا.

وفي هذا السياق وما يتمناه الشارع الليبي هو تدخل البيت الأبيض بطريقة عاجلة وواضحة لسحب البساط والحجج الواهية من بريطانيا وإيطاليا وتركيا وقطر من ساهمت إطالة أمد الصراع في ليبيا وتحويل عاصمتها إلى وكر إرهاب يضر بمصالح دول البحر المتوسط من ناحية الهجرة غير شرعية والأمن القومي الأمريكي الجيوستراتيجية، حتى تعود ليبيا مستقرة لتتعايش سلميا مع دول الطوق والعالم أجمع.