تاورغاء-العنوان
يعيش أهالي تاورغاء هذه الأيام ظروفا معيشية صعبة جراء استمرار منعهم من مواصلة المسير نحو ديارهم التي هجروا منها منذ سبعة سنوات من قبل المليشيات المسلحة التابعة لمصراتة.
وأعلنت حكومة الوفاق أن النازحين سيعودون بداية فبراير الجاري إلى مدينتهم، بيد أن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع، إذ وجد آلاف العائلات أنفسها بعد رحلة شاقة أمام طريق مسدود وسط الصحراء.
وأظهرت صور بثها رواد التواصل الاجتماعي في ليبيا الوضع الإنساني الصعب الذي يكابده أهالي تاورغاء؛ فعلى الرغم من تلقائية الصور؛ إلا أنها أبرزت جوانب عدة لحجم المعاناة التي يعانيها النازحون.
إحدى الصور لسيدة مسنة لم تجد إلا رمال الصحراء لتستريح عليها من شدة الإعياء ومشقة السفر، بينما سيدة أخرى لم تجد إلا صخرة تجلس عليها.
أحد المعلقين على صورة تظهر تفرق الأهالي وسط الصحراء وسط شح الإمكانيات، كتب على “تويتر” يقول: “تبدو عودة أهالي تاورغاء المهجرين من قبل ميليشيات مصراتة إلى مدينتهم أصعب من عودة الفلسطينيين إلى فلسطين”.
وكتب أحد النازحين معلقا حول صورة بثها على حسابه، يقول: “بيننا وبين ديارنا هؤلاء والرصاص”، وذلك في إشارة إلى أشخاص مدججين بالسلاح أقفلوا طريق العودة إلى تاورغاء.
وكشفت صورة أخرى تفاقم حجم الفظاعة التي تعرض لها نازحو تاورغاء اليوم الأحد، حيث بينت الصورة آثار رصاصات على سيارة تستقلها عائلة من تاورغاء.
وعلق أحد رواد “تويتر” على الصورة، يقول:”ميليشيات المجلس الرئاسي والمتمثلة في البنيان المرصوص تفتح النار على سيارات تابعة لنازحي تاورغاء”؛ فيما كتب آخر على “فيسبوك” يقول: “أن أحد المهاجمين حاول التصويب على السيارة بقدر ما يمكن لقتل من فيها، ولولا لطف الله لماتت السيدة وطفلتها الرضيعة”.
وأفادت أنباء أن مليشيا مسلحة أطلقت الرصاص الحي فوق مخيم أقامه النازحون على وجه السرعة على مشارف بوابة 14 بنحو 20 كيلو مترا، ليأوي أبنائهم ونسائهم وعجائزهم من برودة الطقس، إذا لا يختلف الأمر بين مخيمهم هذا والمخيمات التي عاشوا فيها طيلة فترة تهجيرهم من ديارهم.