18.1 C
بنغازي
2024-04-20
أخبار ليبيا

الدباشي يوجه رسالة مفتوحة إلى سلامة هذا نصها

الدباشي يوجه رسالة مفتوحة إلى سلامة هذا نصها - ابراهيم الدباشي 3

بنغازي-العنوان

دعا مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة إبراهيم عمر الدباشي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسّان سلامة إلى عدم الانجرار وراء خداع ومناورات متصدري المشهد السياسي في ليبيا وضجيجهم، والعودة إلى الشعب ومن يمثله في المؤتمر الجامع.

وفي رسالة مفتوحة نشرها على حسابه الشخصي في موقع فيسبوك، قال الدباشي: “أخاطبكم بوصفي دبلوماسيا ليبيًّا متقاعدا مستقلا في آرائه، ولا ينتمي إلى أي حزب أو تيار سياسي، اكتسب خبرة ومعرفة بجهود الأمم المتحدة في إقامة السلام وبناء السلام من خلال العمل ببعثة ليبيا لدى الأمم المتحدة، وعضوية ليبيا في مجلس الأمن عامي 2008 و 2009، وتشرف برئاسته في شهر مارس 2009، ويدرك مدى وحدة الشعب الليبي وتماسكه، ويؤلمه ما آل اليه حال الوطن والمواطن”.

وأضاف، “تابعت باهتمام الحماس الذي بدأتم به مهمتكم في ليبيا، وجهودكم المشكورة لجمع الفرقاء الليبيين للوصول إلى توافق لحل الأزمة الليبية، وفقاً لخريطة الطريق التي أعلنتموها في نيويورك في شهر سبتمبر 2017، وأُدرك الصعوبات التي واجهتكم بسبب غياب الشريك الوطني الفعال بين متصدري المشهد السياسي الليبي، الذين أتت بهم الصدفة والمحاصصة ليتبوؤوا أعلى المناصب دون خبرة أو كفاءة أو شعور بالمسؤولية الوطنية”.

وتابع يقول: “لا شك أن مهمة الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في إدارة وحل أي صراع ليست سهلة، وتزداد صعوبة كلما تعارضت مصالح الدول الكبرى في البلد المعني، وأعرف أن هذه المصالح أكثر تعارضاً في ليبيا منها في أي بلد آخر بسبب الموقع الجيوسياسي لليبيا والموارد التي حباها الله بها، وغياب القيادة القادرة على رسم سياسة واضحة محورها المصلحة الوطنية، والسيادة الوطنية، ولكني على قناعة بأن جهد الممثل الخاص في تحسس الحلول من الشخصيات الوطنية وخاصة المحايدة منها، والخبيرة بشؤون إدارة الدولة، والمدركة لطموحات السواد الأعظم من الليبيين، كفيلة بأن تنير لكم الطريق الأقرب للوصول إلى حل ترضاه الأغلبية يكفل العودة إلى المسار الديمقراطي، وإنهاء المرحلة الانتقالية”.

وأضاف، “لا شك أنكم قمتم بمحاولات كثيرة جادة للمساعدة في الخروج من الأزمة ولكنها لم تنجح لأنها تستند على قواعد هشة لا يدعمها القانون، ولا تحترم قواعد الديمقراطية، ولم تحظ بتعاون وشراكة سلطات الأمر الواقع التي تنقصها الشرعية القانونية والدستورية، ويسيطر عليها أنانيون تنقصهم الخبرة وحب الوطن، وحرّضت ضدها دول تقوم سياساتها على استدامة الفوضى وخلق الظروف لتقسيم ليبيا، ولذلك أنا لا ألومكم على عدم النجاح بقدر ما ألومكم على الاستمرار في استخدام نفس الأدوات التي ثبت فشلها، وعدم التفكير في الحل خارج الصندوق، وتقديم مبادرات جديدة وخلّاقة تستلهم الحل من طموحات الغالبية الصامتة من الليبيين، الذين يمكن أن يعبر عنهم بأمانه الخبراء البيروقراطيون المستقلون، والمثقفون والنشطاء غير المنتمين لأي تيار سياسي، وحتى ممثلو البلديات”.

وقال: “إن أحد أعمدة خطتكم التي أعلنتموها في نيويورك هو المؤتمر الوطني الجامع، الذي شعرنا أنكم كنتم تريدونه خطوة أخيرة فارقة وفعالة في حل الأزمة الليبية، ولكن يبدو أن أطرافاً ليبية وراءها دول فاعلة في مجلس الأمن شاءت أن تحوله إلى مجرد ملتقى آخر لليبيين الموجودين على الساحة السياسية، لإلهاء الشعب، وإضاعة الوقت للحفاظ على امتيازاتهم، دون أن يكون له أي مضمون أو نتيجة”.

وأضاف، “أن المؤتمر الوطني الجامع الذي أعلنتم عن عقدة في بداية هذا العام هو الفرصة الأخيرة لليبيين في إيجاد حل سلمي يضمن الخروج من المرحلة الانتقالية والوصول إلى حكومة منتخبة، وهو الفرصة الأخيرة لكم للنجاح، وللأمم المتحدة لإثبات صدقيتها، ولذلك أنصحكم بكل تواضع أن تتجاوزوا أولئك العاجزين الذين شرعنتموهم باتفاق لم يسْرِ مفعوله، ولم تنفذ أغلب بنوده، ونسوا مسؤولياتهم، وأولئك الذين استولوا على صلاحيات غيرهم لعرقلة كل أمل في الحل، فلم يعد أي منهم يمثل الشعب أو يهتم بطموحاته أو يسعى لإنهاء معاناته. عليكم تجاوز المحاصصة الجهوية والقبلية، والمزاعم الحزبية، والتيارات النفعية المختلقة، والمجموعات المسلحة الفوضوية، والانقسامات السياسية الناتجة عن الأحداث التاريخية، وعودوا إلى الشعب ليكون له ممثلا عن كل بلدية يختاره مجلسها وعقلاؤها ليمثلها في المؤتمر الجامع، الذي يحتاج إلى شرعية شعبية حقيقية ليتجاوز بقراراته المعرقلين والمفسدين الذين يمارسون السلطة دون أي سند قانوني أو دستوري”.

وقال الدباشي:”يجب ألّا تخدعكم مناورات متصدري المشهد السياسي وضجيجهم، فالبذور التي تطفو على الماء تكون دائماً فاسدة ولا تنبت زرعاً”.

وأضاف، “أن هذا التمثيل العريض للقاعدة الشعبية هو الوحيد الذي يجعل أي مؤتمر أو ملتقى وطني جامع لليبيين فعلاً، ويحقق نتائج لا يستطيع أن يقف ضدها أحد، ويستطيع المجتمع الدولي أن يعتمد عليها في ردع كل من يحاول عرقلة تنفيذها، وهو البديل الوحيد لخنجر التوافق المسموم الذي زرع في جسم الوطن للقضاء عليه”.

وفي ختام رسالته، قال الدباشي: “لقد حان الوقت لتحديد المهمة الأساسية للمؤتمر الجامع بكل وضوح، وهي في نظري إيجاد حكومة انتقالية شرعية، وقوة شرعية تحميها، للإعداد الدستوري والقانوني والأمني للانتخابات البرلمانية خلال ستة شهور تليها انتخابات رئاسية بعد ذلك بثلاثة شهور. ويجب تحديد موعد انعقاد المؤتمر الوطني الجامع، والمشاركين فيه، وجدول أعماله والمخرجات المنتظرة منه، وحبذا لو عقد في ليبيا وبعيداً عن ممثلي الدول الأجنبية والصحافة”.