18.1 C
بنغازي
2024-04-25
أخبار دولية

حكومة ماكرون في سباق مع الوقت لتهدئة حراك “السترات الصفراء”

حكومة ماكرون في سباق مع الوقت لتهدئة حراك "السترات الصفراء" - bd11a0aba447d7bcdb0e3bbc6f28c407d37dfe3a

باريس-العنوان

تجد الحكومة الفرنسية نفسها في سباق مع الوقت لإيجاد مخرج لأزمة “السترات الصفراء” هذا التحرك للفرنسيين العاديين احتجاجا على سياسة إيمانويل ماكرون الضريبية والاجتماعية،بعد أعمال العنف الخطيرة التي واكبت التحركات الاحتجاجية في قلب باريس.

واستقبل رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب الإثنين رئيسة بلدية باريس آن إيدالغو،وبعدها قادة الأحزاب السياسية الفرنسية الرئيسة،على أن يلتقي الثلاثاء ممثلي “السترات الصفراء”.

والحكومة التي تواجه دعوات جديدة للتعبئة والتظاهر السبت المقبل وبدء تحرك احتجاجي طلابي،لم تنجح خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في إقامة حوار مع “السترات الصفراء” لوقف هذا التحرك غير المنظم.

وامتنع ماكرون الذي عاد الأحد من الأرجنتين عن الإدلاء بأي تصريحات بعدما عاين الأضرار الجسيمة التي لحقت بنصب قوس النصر والمناطق المجاورة له في باريس جراء أعمال تخريب.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية الإثنين أنها “تدرس” إمكانية تأجيل زيارة ماكرون لصربيا يومي الأربعاء والخميس بسبب الأزمة الحالية.

وعنونت صحيفة “لو فيغارو” “فرنسا تحت الصدمة تنتظر إجابات” فيما عرضت صحيفة “ليبراسيون” على صفحتها الأولى وجه ماكرون “يغمره” اللون الأصفر.

وكتبت “لوموند” أن “على ماكرون نزع فتيل الأزمة”.

وأعلن أوليفييه فور السكرتير الأول للحزب الاشتراكي بعد لقاء رئيس الوزراء “حتى الآن لم نتلق ردا”.

وقال لوران فوكييه زعيم المعارضة اليمينية (“الجمهوريون”) “لا يمكن للرئيس أن يبقى صامتا”.

وخفض الضرائب من التدابير التي قد تتخذ لإرضاء المحتجين،والإثنين أعلن وزير الاقتصاد برونو لومير “يجب تسريع خفض الضرائب. ولتحقيق ذلك يجب تسريع خفض النفقات العامة،وإننا مستعدون لسلوك هذا النهج”.

وحذر برونو كوتري الباحث في مركز الأبحاث السياسية في جامعة “سيانس بو” من “أنه كلما مر الوقت كلما كان الثمن السياسي باهظا”.

وأضاف “لكن يمكننا أن نطرح تساؤلات حول قدرة الحكومة على استيعاب ما يحصل” ملمحا إلى أنه سيكون من الصعب ردم الهوة التي تفصل بين الحكومة والمحتجين.

وتظاهرات “السترات الصفراء” التي انطلقت احتجاجا على زيادة الضرائب على الوقود،هي أخطر أزمة يواجهها ماكرون منذ تسلمه السلطة.

ويطالب معظم الأطراف بتأجيل دخول الزيادة في سعر البنزين والديزل حيز التنفيذ لما بعد الموعد المقرر في الأول من يناير.

وجعلت جاكلين مورو وهي من أبرز وجوه المتظاهرين،من ذلك شرطا مسبقا للدخول في محادثات مع الحكومة،وبين المطالب الأخرى التي يطرحها المتظاهرون معاودة فرض الضريبة على الثروة بشكل فوري،بعدما خفضها ماكرون بنسبة كبيرة.

وكان لقطع الطرقات آثار على الحدود مع إسبانيا حيث كانت الطوابير تمتد على كيلومترات وآلاف الشاحنات متوقفة بحسب السلطات في الجانب الإسباني.

ومشاهد السبت التي نشرت في كل أنحاء العالم،لا تزال تحتل حيزا كبيرا الإثنين في الصحافة الدولية في حين يرتسم في الأفق يوم جديد من التحرك السبت المقبل.

والإثنين سيستمع النواب إلى وزير الداخلية كريستوف كاستانير ووزير الدولة لوران نوني لشرح طريقة تعامل الحكومة مع أعمال الشغب خاصة بعد تعرضها لانتقادات من قبل نقابات الشرطة.

وطلبت نقابات الشرطة الإثنين لقاء ماكرون لعرض “خطورة الوضع” عليه وليضع إستراتيجية لحفظ النظام العام تكون مناسبة في حال حصول تحرك جديد،وسيستقبلهم الثلاثاء وزير الداخلية.

في الأثناء تواصل “السترات الصفراء” تحركها خصوصا قطع الطرقات في الأرياف.

وخلال الأسبوعين الماضيين إرتفع عدد الضحايا إلى أربعة مع وفاة امرأة مسنة في مرسيليا بعد إصابتها بقنبلة مسيلة للدموع على هامش الحوادث.

ويستعد القضاء لمحاكمة موقوفي السبت بعد حوادث باريس،وسيحاكم 57 موقوفا على الأقل (من أصل 378) الإثنين أمام محكمة باريس الجنائية.

ويواجه الموقوفون تهم ارتكاب “أعمال عنف ضد أشخاص يتولون السلطة العامة” و”أعمال تخريب ضد أملاك ذات منفعة عامة” و”التجمع بغية ارتكاب أعمال عنف” و”حمل سلاح” وهي جرائم يعاقب عليها بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاث وسبع سنوات، بحسب ما أوضح المدعي العام.

المصدر-وكالات