18.8 C
بنغازي
2024-03-28
أخبار ليبيا

صحيفة العرب:الإسلام السياسي يوظف نفط ليبيا لدعم الفوضى

صحيفة العرب:الإسلام السياسي يوظف نفط ليبيا لدعم الفوضى - Screenshot 35

العنوان-ليبيا

نشرت صحيفة العرب مقالا حول الوضع السياسي في ليبيا بعد تحرير الموانئ النفطية من العصابات المسلحة على يد قوات الجيش الليبي قائلة : تجددت الدعوات إلى ضرورة تغيير محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير المحسوب على تيار الإسلام السياسي، بعد أن نجح الجيش الخميس، في استرجاع الموانئ النفطية من تحالف ميليشيات إسلامية وأخرى تابعة للآمر السابق لحرس المنشآت النفطية إبراهيم الجضران.

ويسيطر الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر أحد أبرز خصوم الإسلاميين، منذ سبتمبر 2016 على الموانئ النفطية، لكن ذلك لم يُنْهِ سيطرتهم على إيرادات النفط التي تصب في البنك المركزي.

ويرأس الصديق الكبير الذي يصفه العديد من الليبيين على أنه أحد أذرع الإسلاميين، المصرف المركزي الليبي ويتمترس في المنصب رغم إقالته مرارا من قبل مجلس النواب.

ويخشى المسؤولون الليبيون أن يوظف الإسلاميون أموال النفط في الانتخابات القادمة، وقد تزايدت هذه الخشية عقب اجتماع تمّ مؤخرا بين الصديق الكبير ورئيس مفوضية الانتخابات عماد السايح.

ودعا عارف النايض المرشح للانتخابات الرئاسية وسفير ليبيا السابق لدى الإمارات إلى ضرورة تحرير المصرف المركزي من سيطرة الإسلاميين.

وأضاف “لا يعقل أن تتحرر الموارد النفطية الليبية المرة تلو الأخرى بدم الشهداء وتضحيات الجنود البواسل لتسلم عائداتها مجددا لشركاء القاعدة والجماعة المقاتلة والإخوان المسلمين والدول الداعمة لهم”.

وتابع النايض الذي يعتبر من أشدّ خصوم الإسلاميين في ليبيا “الآن وقد تحرر المنبع من جديد لا يجب أن نرضى إلا بأن تتمّ إعادة هيكلة وتغيير طاقم إدارة مصرف ليبيا المركزي بالكامل”.

وليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها النايض الصديق الكبير، حيث سبق أن اتهمه بدعم ما يسمى بـ”سرايا الدفاع عن بنغازي” عقب هجوم شنته على الموانئ النفطية في محاولة لانتزاعها من الجيش.

وبدوره اتهم خليفة حفتر الصديق الكبير باستغلال أموال الليبيين لخدمة مصالحه الشخصية. وقال في تصريحات لأسبوعية “جون أفريك” الفرنسية في فبراير الماضي، “حررنا المناطق النفطية وسلمناها دون قيد أو شرط إلى المؤسسة الوطنية للنفط قبل ثلاث سنوات، ولكن مع التأكيد بأن الأرباح يجب أن توزع بين كل من الجنوب والشرق والغرب”.

وأضاف “في الواقع، تذهب جميع العائدات إلى المصرف المركزي في طرابلس ويوزعها المحافظ وفقا لمصالحه الشخصية. لدينا أدلة على المبالغ الباهظة التي استلمها البعض. وقد استخدم الكثير من هذه الأموال لرشوة أعضاء من مجلس النواب. ويُستخدم جزء آخر لشراء المرتزقة”.

ودعا حفتر خلال نفس المقابلة إلى ضرورة إبعاد الإسلاميين عن العملية الانتخابية قائلا “تم منح أرقام وطنية للأجانب من أجل تسجيلهم في قوائم الناخبين، ونحن نعلم أن المال يستخدم لرشوة الناخبين، لذلك يجب ألّا تضطلع جماعة الإخوان المسلمين، المسؤولة عن وصول الإرهابيين في ليبيا، بأيّ مسؤولية عن سير العملية الانتخابية”. ويدعم اللقاء الذي جمع الصديق الكبير برئيس مفوضية الانتخابات اتهامات خليفة حفتر. وأثار اللقاء الذي جاء عقب اجتماع باريس الذي بدد آمال الإسلاميين في تأجيل الانتخابات، جدلا كبيرا في ليبيا، حيث اعتبره عدد من الليبيين محاولة للسيطرة على مفوضية الانتخابات.

ويحاول الإسلاميون بمختلف أطيافهم عرقلة إجراء الانتخابات، منذ أن أعلن عنها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة الذي تنص خطته على ضرورة إجرائها قبل نهاية العام الحالي.

وبدأت مساعيهم بمحاولة عرقلة الجزء الأول من الخطة المتمثل في تعديل اتفاق الصخيرات بما يسمح بتوحيد السلطة التنفيذية وإنهاء الانقسام السياسي وهو الأمر الذي تفطن إليه غسان سلامة ما دفعه إلى التأكيد على أن الانتخابات ستجري سواء تم التوصل إلى اتفاق بشأن التعديلات أم لا.

وبينما يستعد الليبيون لإجراء الانتخابات خلال ديسمبر المقبل، عاد الإسلاميون للحديث عن مفاوضات لتوحيد السلطة التنفيذية وهو ما أعتبره رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أمرا غير ضروري إذا ما كانت الانتخابات ستجري بعد أشهر.

وخسر الإسلاميون مساحات واسعة من ليبيا منذ بدء عملية الكرامة سنة 2014 خاصة في الشرق والجنوب، بينما لا يزالون يسيطرون على معظم المنطقة الغربية وخاصة العاصمة طرابلس. ويدرك هؤلاء أن الانتخابات إن تمت ستفضي إلى خسارتهم وذلك بعد تراجع شعبيتهم بسبب ارتباط صورتهم بدعم الإرهاب والميليشيات التي تؤسس للفوضى وتمنع قيام الدولة.

ويقول مسؤولون ليبيون إن تيار الإسلام السياسي مازال يحاول عرقلة إجراء الانتخابات بشتى الطرق كان آخرها الهجوم الذي شنه تحالف ميليشيات إسلامية مع أخرى تابعة لإبراهيم الجضران على الموانئ النفطية.

واعتبر النايض أن “الجضران ليس إلا واجهة لتنظيم القاعدة” داعيا إلى ضرورة “إنهاء سطوة الإسلاميين على عائدات النفط وإلا كان النصر منقوصا”.

المصدر (صحيفة العرب)