18.1 C
بنغازي
2024-04-24
مقالات رأي

عبدالله خليل : كيف أصبح حال السودان بعد فيضانات 2020 ؟

عبدالله خليل : كيف أصبح حال السودان بعد فيضانات 2020 ؟ - 61352

العنوان_الخرطوم

يسجل النيل أعلى مناسيبه على مدى مائة عام تقريبا، ولعل اعلى فيضانات ارتبطت في الأذهان ويحكي عنها الأجداد فيضان عام 1946، وبعدها فيضان عام 1988 وغيره إلا أن فيضانات 2020 هي الأشد والأعنف بين هذه الفيضانات.

في الوقت الذي يترقب مواطنو مصر، والسودان، والجارة أثيوبيا، ما ستسفر عنه مفاوضات ملء سد النهضة، وما سيترتب عليه من تبعات، وتداعيات إن لم يتم ملء السد باتفاق، لتفاجئ المواطنون بهجمات عكسية من النيل الأزرق والأبيض، نتيجة الأمطار الغزيرة، أعلى الهضبة الأثيوبية، ومنابع النيل الأبيض، سبب أضرار بليغة على قرى ومدن ضفاف النيل الازرق والابيض ونهر النيل.

الزيادة المفاجأة لمناسيب الأنهار، وضعف ونقص الإمكانيات، فاقم من معاناة المواطنين، حيث لم تقتصر الأضرار على ساكني الجزر، والذين أعتادوا على مثل هذه الكوارث، وعلى نحو أخف مما حدث إلى أن تعدى الأمر الى قرى، ومدن تبعد عن مجرى الانهار بمسافات بعيدة.

حيث أصبحت العاصمة نفسها تتنفس تحت الماء على الرغم من إفتراض توفر الإمكانيات، وكما لم تقتصر الخسائر على الممتلكات والعقارات، بل تعدى ذلك إلى المواطنين أنفسهم، بين غريق، وجريح، ومفقود، تحت الانقاض في معظم القرى التي اجتاحها الفيضان.

مئات الآلاف من المواطنين أصبحوا بلا مأوى، من أطفال، وشيوخ وكهول، ونساء، بعد أن تهدمت منازلهم، وفقدوا كل ما لديهم، وأصبحوا يلتحفون السماء التي زادت الطين بلة، بعد هطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بالعواصف، وكما طالت الخسائر المؤسسات، من مدارس، ومقار حكومية، ومشاف، ودور عبادة، وحتى المقابر والأضرحة.

كما غمرت وأتلفت المياه آلاف الأفدنة المزروعة بالمحاصيل والخضروات، التي كانت تغذي العاصمة وغيرها، وكما محت وأزالت مياه الفيضانات قرى بأكملها، لتصبح اثرا بعد ذلك، ولم تنج الحيوانات ايضا من الغرق، ونفقت اعداد كبيرة منها.

ولقد سببت المياه جرف الحمامات والمياه السوداء، وتلوثت مياه الشرب، وأصبح الوضع كارثياً، ما جعل الحكومة تعلن حالة الطوارئ لثلاثة اِشهر، وأن السودان بلد منكوب.

جهود الحكومة المتواضعة والدعم من الدول الشقيقة، إن وصل الى المتضررين لا يسد الرمق أمام الحاجة الملحة، والأضرار البليغة، ناهيك بالأوضاع التي تنذر تفشى الأمراض، والأوبئة، والملاريا، ما يجعل الحكومة على المحك، وهي تعاني أصلاً من أزمات إقتصادية، نتيجة انخفاض الدينار السوداني مقابل الدولار، علاوة على ما تسببت فيه جائحة كورونا من أضرار.