العنوان – بنغازي
قال عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي، اليوم الأحد، إن تسليم المواطن بوعجيلة مسعود المريمي إلى أمريكا بدعوى تورطه في قضية لوكربي موقف يندى له الجبين.
وأضاف الدرسي في بيان متلفز بث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن هذه الخطوة تعتبر علامة سوداء فارقة في تاريخ السياسة الداخلية والخارجية الليبية.
وأكد أن هذا اليوم يوم الخزي والعار على حكومة الدبيبة ومن عمل معه اليوم بعد أن سلمت المواطن الليبي بوعجيلة المريمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ووجه الدرسي رسالة إلى الدبيبة قال فيها :”هل بلغ بك المقام أن تبيع شرف دولتك، هذه القضية أقفلت، هذه القضية دفع فيها الشعب الليبي ثمن باهض وحصار سنين طويلة قضية تدخلت فيها دول كبرى وعظمة في المنطقة وخارج المنطقة ودفعت فيها مليارات”.
وتسائل النائب :”مالمصلحة في أن تعاد القضية وتبعث من الرماد إلا أنك تركع لأعداء الأمة تركع للأمريكان والدليل أن السفير الأمريكي أمس والحكومة الأمريكية تثني على حكومة الدبيبة وتغير موقفها 180 درجة وشددوا على ضرورة إجراء الانتخابات”.
وأوضح الدرسي أن ماقم به الدبيبة ردا على التوافق الذي كان سيحصل بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة على حكومة تنفيذية جديدة بدل حكومة الدبيبة وتكون حكومة وحدة وطنية حقيقة تشرف على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة.
ولفت إلى أنه لايمكن أن تكون هناك انتخابات برلمانية ورئاسية في ظل وجود حكومتين وهذه ستكون مدعاة للتزوير وسيطعن فيها ولن يتم الرضا على النتائج.
واستطرد النائب :”لكن الدبيبة يصل به الأمر ومن معه من وزراء ومستشارين، أن يركعوا هذا الركوع الشنيع، وباعوا القضية الليبية باعوا ضميرهم وقوميتهم وسيادة الدولة الليبية لسبب الإبقاء عليهم في الحكم، هذا عار ما بعده عار”.
وأضاف الدرسي :”أين الأحرار في طرابلس أين الشعب هناك، لماذا لايخرجوا في مظاهرات ضد هؤلاء، هذه الخطوة التي أقدمت عليها حكومة الدبيبة ستكتب بمداد من العار في تاريخه المملوء بالعار والكذب والتزوير”.
وختم النائب بيانه :”هذه الحكومة للأسف الشديد ليس لها من اسمها شيء وماقامت به بادرة غير صحيحة ووضعت ليبيا وتاريخها المجيد في الحضيض”.
وكانت شبكة BBC البريطانية قالت نقلا عن السلطات الاسكتلندية إن ليبيا سلمت الولايات المتحدة العميد أبو عجيلة مسعود المريمي المتهم في تصنيع القنبلة التي فجرت طائرة لوكربي.
وأضافت الشبكة أن الولايات المتحدة أعلنت التهم الموجهة إلى أبو عجيلة مسعود قبل عامين، بدعوى أنه لعب دورًا رئيسيًا في تفجير 21 ديسمبر 1988.
والشهر الماضي اختطف أبوعجيلة من قبل جماعة مسلحة في ظروف غامضة أمام منزله بمنطقة أبوسليم بطرابلس، مما أدى إلى تكهنات بأنه سيتم تسليمه إلى السلطات الأمريكية لمحاكمته.
وفي مقابلة العام الماضي مع قناة “بي بي سي” البريطانية تحدثت المنقوش عن إمكانية تسليم المريمي المطلوب من قبل الولايات المتحدة في هذه القضية.
وإثر تلك التصريحات أوقف المجلس الرئاسي في 06 نوفمبر 2021 وزيرة الخارجية عن العمل احتياطيا وفتح تحقيق معها لعدم التنسيق معه في السياسات الخارجية.
وحذر مستشار الأمن القومي الليبي، المستشار إبراهيم بوشناف، من إثارة قضية لوكربي مجددا، داعيا كافة الوطنيين والكيانات السياسية إلى الاصطفاف لمنع ذلك بعيدا عن الصراع السياسي.
وفي خطاب وجهه لرئيس مجلس الوزراء، قال بوشناف: إن “قضية لوكربي إن أثيرت من جديد وأصبحت موضوعا لتحقيق جنائي ستُدخل ليبيا في عقود من الاستباحة”.
وتابع: “قبل مغادرة الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض، أثار المدعي العام في عهده وليم بار أمرا يتعلق بقضية لوكيربي، ما رشح من أنباء حينها أنه يطالب السلطات الليبية بتسليم المواطن الليبي بوعجيلة مسعود بزعم أن له علاقة بتلك القضية”.
وأضاف: “شكلنا فريقا قانونيا سياسيا يتبع مكتب وزير الداخلية لمتابعة مستجدات الطلب لأننا على علم بتفاصيل الاتفاق الذي أنهى النزاع مع الولايات المتحدة”، لافتا إلى أن أساس عمل الفريق “كان أن الدولة الليبية زمن النظام السابق تمسكت بأن أساس التسوية ينحصر فقط في مسؤوليتها المدنية عن أفعال تابعيها دون المسؤولية الجنائية، وشملت التسوية أيضا أن أية مطالبات بعد تاريخ التوقيع توجه إلى حكومة الولايات المتحدة”.
وقال بوشناف: أنه “راجت تصريحات منسوبة للسيدة وزير الخارجية (نجلاء المنقوش) عن الموضوع ذاته العام الماضي، خاطبنا رئيس الوزراء بكتاب لم يخرج عن مضمون ما سبق في هذا الإدراج”.