18.1 C
بنغازي
2024-04-25
أخبار ليبيا

مؤكدة أن مسلسل الزعيمان تشويه للتاريخ..حفيدة سليمان الباروني تفتح النار على قناة سلام

مؤكدة أن مسلسل الزعيمان تشويه للتاريخ..حفيدة سليمان الباروني تفتح النار على قناة سلام - maxresdefault 1

طرابلس-العنوان

فتحت “نجلاء الباوني” حفيدة سليمان الباروني مؤسس الجمهورية الطرابلسية النار على قناة سلام التابعة لتيار الإسلام السياسي وتزييفها للحقائق في مسلسل الزعيمان، مؤكدة أن ذلك توشيه لتاريخ عائلة الباروني.

نجلاء الباروني قالت في منشور لها عبر صفحتها بـ فيسبوك “يوما ما، سمعت أبي رحمه الله، وهو يحادث شخصا ما عبر الهاتف، قائلا لمحدثه: “ما فعله سليمان الباروني فعله لله وللوطن، أما أنا فلا أريد منكم جزاءً ولا شكورا”، علمنا لاحقا أن رده كان اعتذارا منه لمحدثه الذي كان أحد رجالات النظام السابق، عن حضور لقاء مع القذافي، في بادرة تحتسب للنظام من أجل تكريم جدي سليمان الباروني رحمه الله”.

وأضافت الباروني، “لم يستغل والدي صفته كحفيد لأي غرض دنيوي، بل ورفض عرضا من النظام له للعمل في سفارة ليبيا بسلطنة عمان، عرض بغرض توظيف علاقته الجيدة مع السلطان قابوس رحمه الله صديق طفولته ورفيقه في مقعد الدراسة، التي كانت امتدادا لعلاقة متينة وراسخة جمعت سليمان الباروني مع السلطان تيمور، علاقات أراد النظام السابق تكريسها لإصلاح العلاقات مع السلطنة، موقف، يراها البعض فرصة قد يبذل ما في وسعه للحصول عليها”.

وأردفت الباروني قائلة: “لم أكتب هذه الخاطرة للمباهاة، فما تعلمت هذا عن والدي أو أسلافه، نحن كما عهدناهم، الفتي عندهم ،من قال ها أنا ذا، عملا لا مشافهة، لماذا أكتب هذا الآن إذا؟”.

وفي تأكيد لعدم رضاها عن تناول المسلسل لعائلة الباروني قالت نجلاء: “ما رأيته من تسطيح في إظهار سيرة جدي وأسرتنا، هو ما دفعني للكتابة، فما كانوا هكذا يوماً، سليمان الباروني، ما كان عبوسا، سوداويا، كئيبا، يائسا، منزوع الكاريزما؛ بل على النقيض من ذلك تماما، ما كان ذلك الجبان التائه الباكي كالأطفال في ساحة المعركة مطوحا بشعره كأنور وجدي كما أظهره العمل في معركة جندوبة منطروس”.

وأضافت، “جدي عبد الله الباروني: لم يكن كما ظهر في المسلسل، بل عالما وزاهدا في الدنيا ، قليل الاكل الصوف ملبسه، ويحيى الباروني ما كان مجرد تابع معدوم الحضور، بل شخصية لها حضورها، وعلمها، ومواقفها في الجبل و حتى في اعماق البحر”.

وأردفت الباروني قائلة: “زعيمة الباروني، عاصرتها، ما كانت شخصيتها هكذا، ما كانت هكذا أحاديثها، العمل لم يكلف نفسه عناء البحث عما هو أبعد من صورة بإيشارب ومخطوطات كتب، إلى الروح ذاتها التي تسم أصحابها حتى في سكناتهم، زعيمة لم تكن تعزل نفسها عنا، بل وأتذكر مواقفا عدة كانت تندمج فيها معنا ونحن أطفال نعم كنت طفلة لكني اذكر طيفها جيدا”.

وأضافت، “إبراهيم الباروني: المثقف الغزير، مالك ناصية اللغتين الإنجليزية والعربية واللاتينية، المناكف للإنجليز عبر مقالات أزعجتهم في العراق حين إقامته هناك بل حتى في اوربا ذاتها وله مصنفات عدة، دفع واسرته ثمن نزاهته في القضاء بالغا حتى وفاته رحمه الله (قصة لم يظهر منها عبر المسلسل إلا قمة جبل جليدها كمضطرب نفسي)”.

وقالت، “أما بقية الأسرة، فقد غاب شقيقه أحمد عن المسلسل كليا لسبب مجهول، نانا حليمة ابنت جدي بالتبني والتي لم تنساه رغم الزهايمر بمناجاته وتقبيل صورة (بابا)، والدي رحمه الله، عمي طارق ونوري رحمهما الله، عمتي حفظها الله الشاهدة الحية الوحيدة على تفاصيل يوميات المنزل، عوضت عنه أجندة العمل بقيمة أفدح من الصفر (العلامة الخالية فاي φ)”.

واضافت نجلاء الباروني قائلة: “ولمن اعتبر ما سلف مجرد خلفيات لا تمس جوهر العمل، غاب عن سيرة سليمان محطات مهمة عدة، وروابط جمعته مع شخصيات وطنية تنكر لها العمل وأظهر بعضها كشخصيات ثانوية، كما استبدلت قريحته وأشعاره بأشعار ينقلها عن غيره وهو صاحب الدواوين، كما لم تظهر دعواه لتوحيد المذاهب والمسلمين لإنهاء فٌرقِتِهم، وما لهذه الدعوة من أهمية وسط الفرقة الحالية، فلماذا؟”.

وقالت، “كيف يمكن معالجة آثار سلبية تسبب بها التقصير مجهول السبب، تقصير تجاهل تفاصيل غنية متوفرة واستبدلها بغثاء أخشى تفسيره وتمريره تحت مسمى (معالجة درامية)، أي دراما تلجأ إلى صنع عوالم من مخيلة أصحابها عوضا عن الحقيقية؟”.

واختتمت نجلاء الباروني منشورها قائلة: “مثلما لم يستغل بيتا إبراهيم وسعيد الباروني هذه السيرة لأغراض دنيوية، فلا نريد لأحد أن يقوم باستغلالها أو تشويهها لأي غرض كان دراميا او سياسيا لخدمة اجندات مجهولة، شخوص الأسرة إما غيبت أو جسدت بشخوص مشوهة بما فيهم شبيه سليمان الباروني وما هو بسليمان”.

يشار إلى أن الجماعات التابعة لتيار الإسلام السياسي تحاول استخدام وسائل الإعلام لتشويه التاريخ خدمة لأغراضها واهدافها الأيديولوجية، كما حاولت هذه التيارات السير على النهج التركي، الذي يتخذ من التليفزيون أداه لترويج تاريخيهم وثقافتهم، فانتجوا مسلسل “الزعيمان”، بملايين الدولارات محاولين إبراز وتلميع بعض رموز التاريخ  الليبي باستخدام القوى الناعمة والمسلسلات التاريخية لإيصال ما يريدون إيصاله إلى ضعاف العقول،  وعلى الرغم من الأموال الطائلة التي أُنفقت على انتاجه، إلا أنه لم يُحقق النتائج المرجوة لهذه الجماعة.

ويجسد مسلسل الزعيمان، الحياة في ليبيا تحت الاحتلال الإيطالي (فترة 1880 إلى 1923)، وقد سلط الضوء على شخصيات عدة من بينها سليمان الباروني وبشير سعداوي ورمضان السويحلي، وقد تم تصوير المسلسل في عدة دول أبرزها تركيا  وتونس.