18.1 C
بنغازي
2024-04-26
أخبار دوليةمقالات رأي

عبد الله خليل … جوبا من غريم الأمس إلى راعى السلام في دولة السودان

عبد الله خليل ... جوبا من غريم الأمس إلى راعى السلام في دولة السودان - 79 201134 peace agreement sudan parties cautious
العنوان_الخرطوم
لعل من المغارقات أن دولة الجنوب الشقيقة وجوبا التي حاربت الشمال حتى الثمالة وانتهت حربها منذ أعقاب الاستقلال سلام فإنفصال وهي الأخيرة نفسها ذاقت ويلات حرب أهلية ضروس بين الفرقاء وانتهت بسلام شهدته ورعته الخرطوم.
وأيا كان الانفصال ووشائج التواصل وعراه أقوى بين الشعبين أو الشعب الواحد الذي فرقت بيتهم السياسة فالسلام الموقع في جوبا بين الحركة الثورية وأعضاء المجلس الانتقالي فهو سلام سوداني بامتياز.
ولم يصل المتفاضون إلى هذا السلام بين عشية وضحاها لم يكن الطريق مفروشا بالورود.. ولم يكن كما ظن أولو الأمر أن ستة أشهر كافية لتضمد جراحات نزفت سنينا عددا ما أضطر لمدها لستة اخر.
فسلام جوبا وإن تخلف فصيلان أصيلان عن ركب السلام إلا أن هذا السلام له نكهته وخصوصيته وهو بغير الاتفاقات السابقة التي كانت تستفرد فيها الحكومة بفصيل دون فصيل أو تجزئة الحركة الواحدة ولم يكن الهدف معالجة ومخاطبة جذور المشكلة على نحو يفضى إلى سلام دائم فضلا على عدم غياب الأجندة من الخارج لصالح الحكومة أو الحركات.
وأما سلام جوبا مايميزه أولاً جاء عقب ثورة أزاحت نظاما كان هو جزء كبير من المشكلة أو هو أس المشكلة بسبب طرحه لمشروعه المعروف ما ذكى الصراع المحتدم بسسبب التهميش إضافة للبعد الجهوى والإثني وكبادرة طيبة وحسن نوايا أوقفت الحركات والفصائل حربها  وانخرطت في المفاوضات منذ نجاح الثورة والتي كانوا طرفا أصيلا فيها .
مايميز هذه المفاوضات أنها ليست بين فرقاء بقدر ما كانت بين أخوة ذاقوا الأمرين من ويلات الحروب وأنها لم تكن بين قوي وضعيف أومنتصر أو منهزم قد دفع أبناء الوطن ثمنها تشريدا وقتلا ونزوحا وفقرا ومرضا.
وكون الراعي لهذا السلام جوبا.وهي التي خاضت غمار الحروب وتعرف كلفتها الباهظةوحرصها على استقرار الدولة الأم والجارة مايجنى ثمار هذا الاستقرار شعبا القطرين.
هذا السلام الحقيقى انتظره الجميع في الداخل والخارج ولقى صدى واسع في الأرياف ومناطق النزوح والشتات وكذلك المدن وزغردت له الثكالى والأرامل واأهات الشهداء وهلل له الجرحى لطالما رأوا احلامهم تتجسد.
وبتوقيع هذا السلام يكون السودان قد مزق وإلى الأبد فاتورة الحرب وتكون الحكومة قدنجحت في تخد كبير لايقل عن الجانب الاقتصادي وإعادة الإعمارفهل أجمل وأنبل من الأمن والسلام.
وهل يلتحق القائدان المتخلفان الحلو وعبدالواحد بركب السلام أم يصران على وضع العقدة وفي المنشار ويصران على أن تكون العربة أمام الحصان بطرحهم فصل الدين عن الدولة.