18.1 C
بنغازي
2024-04-20
أخبار دولية

وثائق تكشف قمة تركيا السرية.. الإخوان وفيلق القدس الإيراني بحثوا التحالف ضد السعودية

وثائق تكشف قمة تركيا السرية.. الإخوان وفيلق القدس الإيراني بحثوا التحالف ضد السعودية - AP 191556225834 Suleimani 1573866709

أنقرة-العنوان

التقى مسؤولون في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في أحد فنادق تركيا مع أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين لبحث التحالف ضد السعودية، وذلك بعد عدة أشهر من عزل الرئيس المصري الراحل محمد مرسي.

 وكشفت وثائق سرية مسربة، وهي جزء من أرشيف الاستخبارات الإيرانية السرية، حصل عليها موقع “ذا إنترسبت” الذي تشارك في نشرها مع صحيفة نيويورك تايمز في وقت واحد تفاصيل الاجتماع.

“القمة السرية” كما وصفها موقع “ذا إنترسبت” جمعت أقوى منظمتين في الشرق الأوسط من حيث النفوذ.

حسب الوثائق فإن القمة السرية جاءت في لحظة حرجة لكل من فيلق القدس وجماعة الإخوان، وبالتحديد في أبريل 2014، حيث كان الجيش العراقي يواجه داعش الذي كان يهدد استقرار الدولة المجاورة لإيران.

بينما كانت جماعة الإخوان المسلمين تعاني بعد إزاحة الجيش حكومة الإخوان والرئيس المحسوب على التنظيم محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013.

جاسوس إيراني

مالم يكن يعرفه الطرفان، أن جاسوسا كان يحضر القمة، ويسجل كل ما يدور في الاجتماع، وهو ممثل وزارة الداخلية الإيرانية التي يزعجها دور الحرس الثوري ومكانته في جهاز الأمن القومي الإيراني.

وكانت تركيا تعتبر مكانا آمنا للقمة، حيث كانت واحدة من الدول القليلة التي تربطها علاقات جيدة مع كل من إيران والإخوان المسلمين في ذات الوقت، رغم أنها رفضت منح تأشيرة دخول لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، بحسب الوثيقة المسربة من وزارة الداخلية الإيرانية.

وحضر الاجتماع وفد رفيع المستوى من فيلق القدس، بقيادة أحد من نواب سليماني، عرف في الوثيقة باسم أبو حسين، فيما حضره من جانب الإخوان ثلاثة من أبرز قياداتها المصرية في المنفى وهم نائب المرشد العام لجماعة الإخوان والأمين العام للتنظيم الدولي إبراهيم منير، ومحمود الإبياري، ويوسف ندا.

غير أن يوسف ندا أنكر في مقابلة مع “ذا انترسبت” حضوره هذا الاجتماع وقال “لم أحضر مثل هذا الاجتماع في أي مكان، ولم أسمع به أبدا”. ويقول الموقع إنه لم يتمكن من الوصول إلى منير والإبياري للتعليق.

عدو مشترك

وافتتح وفد الإخوان الاجتماع بالتفاخر بأن “الجماعة لديها حضور في 85 دولة على مستوى العالم”، ربما كانت محاولة منهم لمواجهة دعم الحكومة الإيرانية لفيلق القدس، حيث لم تكن لجماعة الإخوان المسلمين في ذلك الوقت قوة وطنية تقف خلفها.

وأكد وفد الإخوان أن هناك بالفعل خلافات بين إيران كرمز وممثل عن الشيعة والإخوان المسلمين كممثل للعالم السني، لكنه أكد أنه “ينبغي التركيز على أرضية مشتركة للتعاون، وأن العدو “المشترك لكل منهما هو كراهيتهما للملكة العربية السعودية”.

بحسب الوثيقة، بحث الطرفان إمكانية التعاون ما بين الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن لتقليل الصراع بينهما وإدارته ناحية السعودية.

في الوقت ذاته، أرادت جماعة الإخوان المسلمين إحلال السلام في العراق، ووقف الحرب بين الفصائل السنية والشيعية هناك، وإعطاء الفرصة للسنة للمشاركة في الحكومة.

وحول سوريا أشارت الجماعة إلى أن الوضع المعقد “خارج سيطرة كل من إيران وجماعة الإخوان حاليا، ولذا فإنه ليس ثمة شيء يمكن فعله حيال ذلك”.

ورفضت الجماعة في الاجتماع أي مساعدة من إيران بشأن الأحداث في مصر “بالنسبة لقضية مصر، فإننا كجماعة الإخوان غير مستعدين لقبول أي مساعدة من إيران للتأثير ضد الحكومة في مصر”، رغم أن الجماعة كان قد تم إزاحتها من الحكم واعتقال قياداتها في مصر قبل أقل من عام.

فشل

ورأت برقية وزارة الداخلية الإيرانية أنه بالرغم من السعي الواضح لجماعة الإخوان لتشكيل تحالف، فإن الوفد ربما أراد إهانة فيلق القدس بهذا الحديث من خلال التلميح بأن إيران تستخدم القوة في سوريا واليمن والعراق، وقالوا إن “أعضاء جماعة الإخوان المسلمين دربوا أنفسهم على التحلي بالصبر أكثر من الإيرانيين”.

واستخدم الحرس الثوري جزءا من قواته في سوريا لدعم بشار الأسد، كما يدعم ميليشيات مسلحة وارتكبت فظائع ضد السنة في العراق ويدعم الحوثيين ضد الحكومة الشرعية في اليمن.

وكان بعض الخبراء قد عارضوا رغبة إدارة الرئيس دونالد ترامب وضع جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، مبررين أنها لم تتورط في أنشطة إرهابية.

وربما قرر قادة الإخوان الذين حضروا الاجتماع أن يكونوا صريحين مع نظرائهم الإيرانيين خاصة بعدما شعروا أن الإيرانيين غير مهتمين بتشكيل تحالف، وأصبح من الواضح أن الجانبين يتحدثان فيما بينهما فقط.

ورغم أن ممثلي فيلق القدس اختلفوا مع رؤية وجوب بناء تحالف شيعي سني، فإنهم أصروا على أنهم لم يختلفوا سابقا مع جماعة الإخوان، وهو مالم يقبله وفد الإخوان.

وبدا واضحا فشل المحادثات بين الطرفين، ولم يتضح من الأرشيف المسرب ما إذا عقدت اجتماعات أخرى من هذا النوع بعد ذلك.

المصدر-وكالات