18.1 C
بنغازي
2024-04-23
أخبار ليبيا

اليوم السابع: “السراج” مسؤول بدرجة مجرم حرب.. وميليشياته نفذت مجزرتي الشاطئ وورشفانة وتلاعب بمصير مهجري تاورغاء ووفرت الدعم للمتطرفين

اليوم السابع: "السراج" مسؤول بدرجة مجرم حرب.. وميليشياته نفذت مجزرتي الشاطئ وورشفانة وتلاعب بمصير مهجري تاورغاء ووفرت الدعم للمتطرفين - tawergha idps camp

طرابلس-العنوان

قالت صحيفة اليوم السابع المصرية في تقرير نشرته الأربعاء، أن المجلس الرئاسي فشل في القيام بواجباته تجاه الليبيين بعد توليه المسئولية منذ أكثر من 3 سنوات، وفاقمت سياسات الرئاسي الأوضاع في البلاد وعززت الانقسام السياسي بين كافة الأطراف الليبية.

وكشفت معركة تحرير طرابلس التي أطلقها القائد العام للجيش الليبي في الرابع من أبريل الماضي عن الوجه الحقيقي لرئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الذى كان يروج لخطاب مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة في ليبيا، إلا أن الرجل اتجه للتحالف مع الإرهابيين (القاعدة – أنصار الشريعة) والمليشيات المسلحة في طرابلس، وذلك للحفاظ على منصبه وبسط سيطرتها الكاملة على العاصمة الليبية.

أثار نبأ إلقاء الجيش الليبي على طيار مرتزق يحمل الجنسية البرتغالية – في محور الهيرة بضواحي طرابلس – غضب شريحة واسعة من الليبيين، وذلك بسبب استخدام المجلس الرئاسي الليبي لمرتزقة أجانب لعرقلة عملية تحرير الجيش الوطني لطرابلس، فضلا عن منح المرتزقة الأجانب امتيازات مالية رغم معاناة المواطنين الليبيين في العاصمة طرابلس.

مجزرة براك الشاطئ

تورط المجلس الرئاسي برئاسة فائز السراج في ارتكاب مجزرة بقاعدة براك الشاطئ الجوية جنوبي ليبيا مايو 2017، والتي تعد أكثر الجرائم البشعة التي ترتكب بحق عسكريين ليبين منذ سنوات طويلة، وسط غياب لمبدأ العدالة الذي طالما تنادى به حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.

البداية كان بتوجه قوات من حكومة الوفاق الوطني إلى قاعدة براك الشاطئ الجوية جنوبي البلاد منتصف مايو 2018، واقتحمت القوات التي كانت تضم عدد من المرتزقة القاعدة الجوية بتعليمات مباشرة من وزير الدفاع في حكومة الوفاق المهدى البرغثى، وتعج المجزرة إحدى أكثر الجرائم البشعة في ليبيا حيث خلفت 148 قتيلاً بين مدنيين وعسكريين تابعين للقيادة العامة للجيش الليبي برئاسة المشير خليفة حفتر.

بدأ التوتر في الجنوب الليبي على خلفية الهجمات التي تعرضت لها منطقة الهلال النفطي بواسطة “سرايا الدفاع عن بنغازي” وقوات الإرهابي إبراهيم الجضران التي كانت تشن هجماتها انطلاقاً من معسكراتها في الجفرة وتمنهنت ما دفع قيادة الجيش الليبي لاستهداف تمركزات الإرهابية بشن غارات جوية مكثفة، والتوجه نحو مدن الجنوب لتطهيرها من قبضة المسلحين والإرهابيين.

وارتكبت قوات حكومة الوفاق الوطني في براك الشاطئ مجزرة بشعة بحق خريجين من الكلية العسكرية، إضافة لاستهداف عدد من المدنيين في جنوب البلاد والتنكيل بهم.

ورغم قرار رئيس حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج بفتح تحقيق في المجزرة ورغم المطالبات المتكررة بنتائج التحقيقات حول المجزرة البشعة إلا أن المجلس الرئاسي لم يقدم الجناة والمسئولين عن المجزرة للعدالة.

العقيد المهدى البرغثي

كان وزير الدفاع بحكومة الوفاق الوطني، المهدي البرغثي، قد شن هجوما لاذعا على فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي، واتهمه بالتورط في مجزرة براك الشاطئ.

قوات حكومة الوفاق ترتكب مذبحة في ورشفانة

نفذت المليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق الوطني مجزرة راح ضحيتها العشرات في وادي الهيرة جنوب غربي العاصمة طرابلس في نوفمبر 2017.

وأقدمت مليشيات أسامة جويلي وهيثم التاجوري – تدعمها حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج – على ذبح عدد من العسكريين عقب اقتحام منطقة ورشفانة وبدت على الجثث آثار التنكيل والتعذيب.

وكشفت تقارير حقوقية ليبية عن مقتل 28 شخصا من مدينة ورشفانة يتبعون تشكيلات مسلحة في المدينة تم إعدامهم بواسطة مليشيات حكومة الوفاق، مشيرة إلى أن مسلحي غرفة العمليات الأمنية المشتركة التابعة للمنطقة العسكرية الغربية برئاسة أسامة جويلي هم منفذو المجزرة.

قضية تاورغاء

رفضت مليشيات مصراتة الداعمة لحكومة الوفاق الوطني السماح لنازحي تاورغاء بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها على يد مسلحين من مصراتة، وذلك بذريعة وقوف أهلها إلى جانب نظام معمر القذافي خلال أحداث 17 فبراير 2011.

وتبعد تاورغاء نحو 250 كم شرق العاصمة طرابلس وتعرضت لقصف عنيف من المليشيات المسلحة التي حاربت نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011، وبلغ عدد سكانها 42600 نسمة.

وعلى الرغم من الاتفاق الموقع بين المجلس الرئاسي برئاسة فائز السراج وعدد من حكماء وممثلي مدينتي مصراتة وتاورغاء لعودة نازحي تاورغاء إلى مدينتهم فبراير 2018 إلا أن مليشيات مصراتة لم تسمح بعودة مهجري تاورغاء وذلك بقوة السلاح، ما دفع آلاف المهجرين للاستقرار في صحراء ليبيا لحين عودتهم إلى مدينتهم التي تم تدميرها بالكامل، وحولتها كتائب مصراتة الإخوانية إلى أبشع المدن بتحويلها لـ”مقلب قمامة” وتدمير ما تبقى من منازل أهالي تاورغاء.

وعلى الرغم من محاولات عدة لإبرام المصالحة الوطنية بين مصراتة وتاورغاء للسماح بعودة مهجري تاورغاء إلى مدينتهم لكن أصوات بعض متشددي في مصراتة ترفض السماح للمهجرين بالعودة إلا بدفع تعويضات مالية كبيرة لما وصفتهم الكتائب بـ”متضررى مصراتة” من قتل كتائب القذافي لأبنائهم.

وأسقطت قضية مهجري تاورغاء شرعية المجلس الرئاسي الليبي الذى يعانى من الانقسام عقب استقالة أربعة أعضاء في المجلس وهم على القطراني وعمر الأسود وفتحي المجبري وموسى الكوني.

تمويل المليشيات المسلحة رغم معاناة الشعب الليبي

أمر رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بتخصص ملياري ونصف دينار ليبي لدعم المليشيات المسلحة التي تسيطر على طرابلس، وذلك لعرقلة عملية الجيش الوطني لتحرير البلاد من قبضة الإرهابيين والمسلحين المتمركزين في العاصمة الليبية.

ويعانى أبناء الشعب الليبي أمام المصارف في طرابلس لدعم توافر السيولة المالية الكافية، ما دفع نساء طرابلس للاحتجاج في ساحة الشهداء منذ أيام بسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة للمجلس الرئاسي الليبي، وتمويلها للمليشيات المسلحة في البلاد وتهميش أبناء الشعب الليبي الذي يعانون من أوضاع صعبة.

وفشل المجلس الرئاسي على مدار السنوات الثلاث الماضية في وضع رؤية واضحة لحل الأزمة في ليبيا، وأدت سياساته المتخطبة إلى تعقيد الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد، وتعميق الهوة الاجتماعية بين كافة المكونات والقبائل الليبية.

التضليل الإعلامي

مارس المجلس الرئاسي تضليلا إعلاميا ممنهجا حول موقف الدول الأوروبية من فائز السراج وحكومته التي لم تحظى بشرعية مجلس النواب الليبي، ويعكف المجلس الرئاسي دوما على نقل تفاصيل مغايرة لما يجرى في اجتماعات السراج مع القادة الأوربيين، وذلك في محاولة لإضفاء الشرعية على حكومة الوفاق الوطني التي تتخبط منذ تشكيلها.

ونشر المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي بيانات مضللة خلال السنوات الماضية حول تفاصيل لقاء السراج مع قادة الدول الأوروبية، وكان آخرها لقاء السراج مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبى كونتى والتي ورد في بيان الحكومة الإيطالية نقاط مخالفة لما ورد في بيان المجلس الرئاسي، فضلا عن نشر مكتب السراج الإعلامي لإشادة ميركل بعمل حكومة الوفاق وفائز السراج خلال لقاء جرى بينهم فبراير الماضي، وهو ما ثبت عدم صحته عقب إدلاء ميركل بتفاصيل لقائها مع فائز السراج.