إجدابيا-العنوان
منذ نحو أكثر من ألفي عام قال الشاعر الروماني جوفينال مقولته الشهيرة إن “العقل السليم في الجسم السليم” والتي لازالت تردد على ألسنة البشر إلى وقتنا الحاضر، لكن هل صدق جوفينال فيما قال؟
أحمد فرج داوود المبروك (27 عاما) من مدينة إجدابيا فقد رجله اليسرى يوم 19 يوليو 2011 أي بعد شهور قليلة من اندلاع ثورة السابع عشر من فبراير في ليبيا، لكنه ومع مرور نحو 8 سنوات من إعاقته أثبت أنه من أصحاب الإرادة والإصرار، الذين اختاروا أن يواصلوا حياتهم كغيرهم من البشر الطبيعيين دون أن تمنعهم إعاقتهم من ذلك.
وفي تحدٍّ لإعاقته استطاع المبروك أن يشارك مستخدما عكازين في مغامرة المشي الجبلي المعروفة بـ”الهايكنج” حيث تحصل مع فريقه على الترتيب الأول في قطع مسافة 75كلم عبر طرق وجبال ووديان مختلفة التضاريس في زمن قياسي بمعدل 17 ساعة و 40 دقيقة.
وكانت هذه المغامرة قد نظمها فريق “ماغاديت” للراليات والرحلات الصحراوية والذي يقوم بتنظيم التظاهرات الرياضية المختلفة كمغامرة “الهايكنج” التي كانت الأولى في ليبيا من نوعها.
وفي لقاء خاص بصحيفة العنوان مع البطل المبروك قال: “إن فكرة المشاركة جاءت بعد إصرار مني على تغيير فكرة أني أصبحت مقعدًا”.
وأضاف “عندما سمعت بالمغامرة اتصلت باللجنة المشرفة وبدأت التنقل من نقطة إلى أخرى في رحلة تنقلت خلالها بواسطة طلب التوصيل من عدة سائقين “تشيير” حيث بدأتها من إجدابيا إلى أن وصلت إلى مصراتة، حتى وصلت إلى نقطة البداية بوادي “ترغت” غرب مدينة قصر الخيار ومن هناك بدأت المشاركة في المغامرة”.
وأضاف المبروك “أن المغامرة لم تكن سهلة، كما توقعت، ولكن بفضل الله عز وجل وإصراري وعزمي وتحفيز من والدي وجهود أبطال الفريق أكملت المشوار”.
وأعرب المبروك عن شكره وتقديره لكل أعضاء فريق “ماغاديت” الذي استقبله بكل روح طيبة وكانوا جميعا دافعًا قويًا له في هذه المغامرة .
أحد أعضاء فريق “ماغاديت” وأحد أعضاء اللجنة المنسقة للرياضة، قال: “إن المبروك كان كله ثقة في نفسه، بإكمال مراحل المغامرة رغم صعوبة بعض المسافات خلال مساراتها، لقد كنت أحد المتابعين له طيلة مسيره”.
وأضاف “في اليوم الثاني شاهدت أن المبروك له عزيمة وإصرار منقطع النظير، الأمر الذي جعلني أقف للحظة مع نفسي مراجعًا لبعض الحسابات، وذلك بعدما رأيت ما رأيت من هذا البطل”.
وقال: “نحن سعداء جدًا بمعرفته، لقد زاد فينا التفاؤل والشجاعة، هنيئًا له لقد تفوق علينا جميعًا”.