العنوان-طرابلس
قيل قديما من ليبيا يأتي الجديد .. ويقول واقعها اليوم إنه من ليبيا يأتي الغريب والمحزن ومايفطر القلوب ألما وحزنا
من مطار دولي إلى حقل للبطيخ !
صدق أو لاتصدق بعد ما كان مطار طرابلس يضج بالحياة ويكتظ بالمسافرين ويسابق الزمن لاستقبال رحلات يومية لا تتوقف ولا تنتهي لهبوط وإقلاع الطائرات، تحول اليوم إلى أرض لزراعة البطيخ، هذا ما آل إليه حال مطار طرابلس في الذكرى الرابعة لحرقه وتدميره على يد قوات تابعة لما يعرف بعملية فجر ليبيا .
فاليوم لا طائرات تروح ولاتغدو من المطار بل سيارات لنقل فاكهة البطيخ وكأن الزمان استدار وعاد بالبلاد لأكثر من 100 سنة مضت حيث كانت أرض المطار عبارة عن مزارع تزود طرابلس وماحولها بالخضروات والفواكه وهذا ماجنته الميليشيات على ليبيا فقد أعادتها إلى زمن ماقبل الدولة والحضارة .
بناه الإيطاليون وأحرقه ليبيون!
المؤلم أن المطار أحرق بأيادٍ ليبية بعد أن شيد فيما مضى على يد مستعمر البلاد السابق إيطاليا فقد أنشأ الإيطاليون سنة 1934 مطار طرابلس كمطار عسكري وأطلقوا عليه اسم مطار سلاح الجو الإيطالي وقام الحاكم العسكري الإيطالي “إيتالو بالبو” بتوسيع المطار سنة 1938 وأطلق عليه اسم مطار طرابلس قلعة بينيتو.
وكانت أولى الرحلات الدولية التي تم تشغيلها إلى روما، تونس، ومالطا، وخلال الحرب العالمية الثانية تم استخدام المطار من طرف القوات الجوية البريطانية قبل أن تتغير تسميته إلى مطار إدريس الدولي في العهد الملكي منذ عام 1952 قبل أن تتغير التسمية إلى ماهي عليه حاليا مطار طرابلس العالمي في عهد النظام السابق.
ميليشيات حولت المطار لركام
تقرر إيقاف العمل بمطار طرابلس العالمي نظرا للقصف والأضرار الكبيرة التي تعرض لها نتيجة للأعمال العسكرية التى جرت بالمطار في عام 2014 عندما اشتبكت قوات مايعرف بفجر ليبيا مع قوات تابعة لمدينة الزنتان التي كانت تفرض سيطرتها على المطار،وتسببت الاشتباكات في دمار كامل للمطار وحرقه بعد اقتحامه من قوات فجر ليبيا وقد أعلنت السلطات في ليبيا أن أكثر من 90% من الطائرات التي كانت في مدرج المطار قد تعرضت لأضرار فادحة لدرجة أن بعض الطائرات التهمتها النيران بالكامل، ليتم تحويل الرحلات التي كانت تسير من مطار طرابلس ونقلها لتنطلق من مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة الليبية طرابلس وقد أصبحت أغلب هذه الرحلات تشمل فقط رحلات لشركات طيران ليبية بعد انسحاب الشركات الأجنبية بالكامل بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة.
صيانة على ورق
في نهاية العام 2014 بدأت عمليات هدم ماتبقى من المطار لما قيل وقته أنه بداية لصيانة وإعادة إعمار المطار والتي لازلت حبرا على ورق حتى ساعتنا هذه التي أصبح فيها مطار طرابلس الدولي حقلا لزراعة البطيخ .