العنوان-طرابلس
أكد رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط “مصطفى صنع الله” يوم الثلاثاء أن المؤسسة لم تعطِ موافقتها إطلاقا حتى الآن على صفقة بيع حصة شركة ماراثون الأمريكية في امتياز الواحة لشركة توتال الفرنسية مقابل 450 مليون دولار، وردّ على تصريحات المدير التنفيذي لتوتال بأن الصفقة انتهت بالقول “نحن واثقون من إجراءاتنا والبينة على من ادّعى”.
وقال “صنع الله” في تصريحات متلفزة إن شركة ماراثون الأمريكية أعربت منذ سنة 2013 عن نيتها الانسحاب من عدة دول من بينها ليبيا، نتيجة الخسائر التي تعرضت لها الشركة من تكرار إقفال الحقول والموانئ النفطية في ليبيا، حيث وصلت خسائر الشركة في عام 2016 فقط إلى أكثر من 2 مليار دولار، الأمر الذي جعل الشركة تعيد النظر في استمرار استثمارها في البلاد خصوصا وأن الشركة تحقق أرباحا كبيرة داخل الولايات المتحدة ورأوا أن انسحابهم من ليبيا أفضل لهم.
وأضاف أن شركة ماراثون تواصلت مع المؤسسة بخصوص رغبتها في عقد صفقة بيع حصتها في امتياز الواحة والانسحاب من ليبيا نهاية شهر يناير الماضي، مشيرا إلى أن المؤسسة أوضحت للشركة الأمريكية أن الصفقة تحتاج اعتماد السلطات الليبية، وتم التواصل مع المجلس الرئاسي وكان آخر اجتماع مع الشركة يوم الرابع والعشرين من فبراير الماضي في طرابلس، وقال “نحن حجزنا كميات النفط في حصة امتياز الواحة إلى حين موافقة المؤسسة والسلطات الليبية على الصفقة”، منوّها إلى أن شركة توتال أيضا لم تدفع قيمة الصفقة لشركة ماراثون حتى الآن.
لكن التصريحات الجديدة التي أطلقها الرئيس التنفيذي لشركة توتال تعارض تلك التي أكدها رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط ، حيث صرح الرئيس التنفيذي لتوتال الخميس 17 مايو ” إن ليبيا لم تثير أي إعتراضات بشأن صفقة الواحة
و نقلت وكالة الأنباء رويترز ما قاله الرئيس التنفيذي لشركة توتال الخميس حين أكد أن السلطات الليبية أبلغت شركة توتال الفرنسية المتخصصة في الطاقة عن إغلاق صفقة قيمتها 450 مليون دولار مع شركة ماراثون أويل للإستحواذ على حصة الشركة الامريكية البالغة 16 % في امتياز الواحة
وقال باتريك بويان للمحللين خلال مكالمات “توتال” للربع الأول، إنه على الرغم من التقارير التي تفيد بأن الصفقة قد تواجه عقبة بسبب الاستياء الليبي ، إلا أن السلطات الليبية لم تبد أي اعتراضات قبل إغلاقها في 31 مارس
وأضاف“أبلغنا السلطات الليبية مسبقاً أن الصفقة قد تمت تسويتها بين توتال وماراثون وإننا نعتزم إغلاقها نهاية مارس ”
“ولكن من وجهة نظر قانونية صارمة ، لا يوجد في القانون الليبي ولا في إتفاق إمتياز النفط أى إشارة إلى ضرورة الحصول على الموافقة الرسمية”
.وقالت مصادر لرويترز إن ليبيا تدرس ما إذا كانت ستتدخل في الصفقة وأن خياراتها تشمل الدفع من أجل شروط أفضل
:وأشارت الصحيفة إلى التصريحات التي أطلقتها المؤسسة الوطنية للنفط يوم الاثنين ، حيث قالتإن أي صفقة من هذا القبيل يجب أن تحصل على موافقة من المؤسسة والسلطات الليبية ، وأن أي محاولة لاختتام عملية البيع قبل هذه الموافقة ستكون خرقا لإتفاق الامتياز التعاقدي
وأضافت الصحيفة أن بويان قال : إن توتال تمكنت من الدخول في صفقة غير مخطط لها مسبقاً ، وأغلقتها بسرعة لأنها كانت راغبة في تحمل المخاطرالسياسية للوضع في ليبيا
وأضاف“يمكن أن يأخذ توتال هذا النوع من المخاطر الليبية في محفظتنا أكثر من ماراثون الذي كان راغباً في الاحتفاظ بها ، وهذا هو سبب قيامنا بالصفقة
وقالت توتال إن امتياز الواحة يمثل حوالي 500 مليون برميل من احتياطيات النفط ، الذي يبلغ إنتاجها حوالي 50 ألف برميل يوميا
ويذكر أن بويان صرح سابقاً أنه يسعى لتهدئة الوضع وأنه يجرى حواراً دائماً مع السلطات الليبية ، كما أكد أنه سيمنحهم كل المتطلبات التي يحتاجونها بشكل مشروع لطمأنتهم ، وأنه يرغب فعلاً في تطوير حقل الواحة من أجل مصلحة الجميع