العنوان
سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا محدودًا في تداولات الجمعة، لكنها اتجهت لتحقيق مكاسب أسبوعية تتجاوز 4%، في ظل مزيج من الضغوط الجيوسياسية وتطورات العرض والطلب، إلى جانب بيانات اقتصادية أمريكية قوية عززت التوقعات بشأن السياسات النقدية.
وجاءت هذه المكاسب وسط استمرار الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية، والتي دفعت موسكو إلى تشديد قيودها على صادرات الوقود، بما في ذلك تمديد حظر صادرات البنزين وفرض قيود إضافية على صادرات الديزل حتى نهاية العام.
هذه الإجراءات حدّت من قدرة روسيا، أحد أبرز المنتجين عالميًا، على الحفاظ على مستويات إنتاج مستقرة، خاصة مع انخفاض طاقتها التكريرية، ما انعكس في نقص بعض أنواع الوقود داخل السوق الروسية نفسها.
في المقابل، أضافت التطورات الجيوسياسية بعدًا آخر للتقلبات، مع تحذيرات متزايدة من حلف شمال الأطلسي بشأن التوترات في الأجواء الأوروبية، ما ساهم في رفع درجة المخاطر الجيوسياسية المرتبطة بإمدادات الطاقة.
دعم إضافي
وعلى صعيد الطلب، تلقت الأسعار دعمًا إضافيًا من تراجع مفاجئ في المخزونات الأمريكية خلال الأسبوع الماضي، ما أشار إلى استمرار قوة الاستهلاك في أكبر اقتصاد في العالم.
كما أظهرت تقديرات حديثة لمكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي نمو الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي معدل بالزيادة بلغ 3.8% في الربع الأخير، وهو ما يعكس أداءً اقتصاديًا أفضل من التوقعات، لكنه في الوقت ذاته قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى التريث في تسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة بعد قراره الأخير بخفض 25 نقطة أساس.
غير أن الاتجاه الصعودي للأسعار واجه ضغوطًا مع إعلان حكومة إقليم كردستان العراق عن قرب استئناف صادرات النفط المتوقفة منذ أكثر من عام، في خطوة قد تعيد ما يصل إلى 500 ألف برميل يوميًا إلى السوق العالمية.
هذا التطور يُنتظر أن يساهم في تخفيف حدة القلق من شح المعروض، ويوازن جزئيًا أثر التوترات الروسية الأوكرانية.
وبذلك، أنهى كل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط تعاملات الأسبوع عند أعلى مستوياتهما منذ مطلع أغسطس، وسط مزيج من عوامل الدعم والضغط، في مشهد يعكس هشاشة التوازن في أسواق الطاقة العالمية، حيث تظل أسعار النفط مرهونة بتطورات سياسية وعسكرية واقتصادية متداخلة.