العنوان
شرعت وزارة الصحة في الحكومة الليبية في تنفيذ خطة متكاملة لإصلاح قطاع الصحة النفسية، عبر إجراءات تشريعية وتنظيمية غير مسبوقة، تهدف إلى تعزيز الحوكمة وتأسيس بنية مؤسساتية قادرة على الاستجابة لاحتياجات المجتمع في هذا المجال الحساس.
صياغة مشروع الصحة النفسية
ووفقًا لتصريحات عزيزة الطبولي، مديرة إدارة الصحة النفسية بوزارة الصحة، لوكالة الأنباء الليبية، فإن الخطة تتضمن إعداد أول قانون وطني للصحة النفسية، يجري العمل عليه بالتعاون مع نخبة من الأطباء والاستشاريين النفسيين والخبراء القانونيين، مشيرة إلى أن المشروع لا يزال في طور الصياغة ويُرحب بالمراجعة والإثراء ليعكس التحديات الواقعية على الأرض.
كما أكدت الطبولي أن وزير الصحة، الدكتور عثمان عبد الجليل، أصدر قرارًا بتشكيل لجنة وطنية مختصة تتولى وضع سياسات واستراتيجيات موحدة لتنظيم خدمات الصحة النفسية في مختلف مؤسسات الدولة.

ولفتت إلى أن من بين مهام اللجنة إعداد إطار تنظيمي لمهنة الأخصائي النفسي، يشمل تصنيفًا مهنيًا دقيقًا وصلاحيات واضحة، بما يضع حدًا للعشوائية والتداخلات المهنية التي تعيق جودة الأداء.
اضطرابات النمو ضمن الخطة
وفي سابقة مهنية، أعلنت الطبولي أنه لأول مرة يتم إدراج اضطرابات النمو والإعاقات ضمن تخصص التربية الخاصة، معتبرة ذلك تصحيحًا لمفاهيم مغلوطة سادت لسنوات، وأثرت سلبًا على جودة الخدمات المقدمة لهذه الفئة من الأطفال.
وأضافت، أن الوزارة تعمل حاليًا على إعداد دليل موحد للسياسات والإجراءات في قطاع الصحة النفسية، يهدف إلى توحيد المسارات المهنية وتكامل الأدوار بين مختلف المؤسسات ذات العلاقة، لتفادي التشتت وسوء التنسيق الذي طالما أثر على كفاءة الأداء.
وفي سياق متصل، كشفت الطبولي عن استعدادات جارية لإطلاق برنامج وطني مستقل لتقييم جودة المؤسسات النفسية، سيكون منفصلًا عن آليات التقييم المستخدمة في المرافق الصحية الأخرى، وذلك لتوفير أداة ليبية مهنية لقياس الأداء في هذا القطاع المتخصص.
أول مركز للرعاية التلطيفية
كما أعلنت عن مشروع نوعي يتمثل في تأسيس أول مركز للرعاية التلطيفية في ليبيا داخل مستشفى 1200 سرير بمدينة بنغازي، موضحة أن هذا النموذج سيقدم رعاية متكاملة لمرضى الأمراض المزمنة والإعاقات الجسدية والاضطرابات النفسية الحادة، مع دمج الدعم النفسي والروحي ضمن الخطة العلاجية.
وأكّدت الطبولي، في ختام تصريحاتها لوكالة الأنباء الليبية، على أن المشروع يستهدف توطين العلاج النفسي عبر تدريب الكوادر الوطنية، وضمان استدامة الخدمة بما يراعي الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للمجتمع الليبي، مشيرة إلى أن العمل لا يزال في مرحلة التطوير والتقييم المستمر لضمان أعلى درجات الفاعلية والعدالة في تقديم الخدمة.