صحة

مستشارة صحية تحذر: تعاطي الترامادول تجاوز كونه ظاهرة صحية وصار أزمة اجتماعية

مستشارة صحية تحذر: تعاطي الترامادول تجاوز كونه ظاهرة صحية وصار أزمة اجتماعية - psd elenwan 4 7

العنوان-بنغازي

حذّرت مدير إدارة الصحة النفسية بوزارة الصحة والمستشارة في الاضطرابات النفسية والأسرية، عزيزة الطبولي، من تفاقم ظاهرة تعاطي الترامادول في ليبيا، مؤكدة أنها لم تعد تقتصر على كونها قضية صحية فحسب، بل تحولت إلى تحدٍّ مجتمعي خطير يمس كيان الأسرة واستقرار المجتمع.

وقالت الطبولي، في تصريح لوكالة الأنباء الليبية «وال»، إن الترامادول أصبح اليوم أحد أبرز مسببات الاضطرابات النفسية بين فئة الشباب، موضحة أن آثاره لا تتوقف عند الإدمان الجسدي، بل تمتد لتشمل التقلبات المزاجية، والاكتئاب، والسلوك العدواني، والعزلة الاجتماعية.

وأضافت أن هذه الأعراض تتفاقم في ظل ضعف الرقابة الأسرية وغياب التواصل العاطفي داخل المنزل، مشيرة إلى أن العديد من حالات الإدمان تبدأ في بيئات يفتقر فيها الشباب إلى الحوار والاحتواء النفسي، ما يجعلهم أكثر عرضة للوقوع في فخ المخدرات.

وأكدت المستشارة أن الأسرة هي خط الدفاع الأول في مواجهة الإدمان، داعية الآباء والأمهات إلى ملاحظة أي تغيرات سلوكية مفاجئة لدى أبنائهم، وفتح قنوات تواصل قائمة على الثقة والتفهم، لا على الخوف أو الإدانة. كما شددت على ضرورة طلب المساعدة النفسية المبكرة عند ظهور مؤشرات الاضطراب، معتبرة أن الصمت والتبرير يمثلان «البوابة الأخطر نحو الإدمان».

وفي سياق متصل، حمّلت الطبولي وسائل الإعلام مسؤولية مجتمعية وأخلاقية في التصدي لهذه الظاهرة، عبر إنتاج محتوى توعوي يعالج القضية بعمق ويكسر وصمة المرض النفسي والإدمان.

ودعت إلى إطلاق حملات إعلامية تبرز قصص التعافي وتغرس قيم الدعم والتضامن بدلًا من الحكم والإدانة، إلى جانب تخصيص مساحات دائمة في البرامج الشبابية لمناقشة الضغوط النفسية والمعيشية التي يواجهها الشباب.

واختتمت الطبولي تصريحها بالتأكيد على أن مكافحة الإدمان مسؤولية جماعية لا تقتصر على العلاج الطبي فقط، بل تعتمد على تكاتف الأسرة، وانفتاح الإعلام، وإيمان المجتمع بأن الدعم والاحتواء هما السبيل الأقصر نحو التعافي وإعادة بناء الإنسان.