العنوان
تحيي ليبيا، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ74 لإعلان استقلالها وتأسيس دولتها الوطنية، في مناسبة وطنية خالدة تعود إلى 24 من ديسمبر عام 1951، حين أعلن الملك إدريس السنوسي، من شرفة قصر المنار بمدينة بنغازي، استقلال البلاد وتتويج نضال الليبيين من أجل الحرية والسيادة.
وقال الملك إدريس السنوسي في خطابه التاريخي آنذاك: “نعلن للأمة الليبية الكريمة أنه نتيجة جهادها، وتنفيذًا لقرار هيئة الأمم المتحدة الصادر في 21 نوفمبر 1949، قد تحقق بعون الله استقلال بلادنا العزيزة”، ليؤسس بذلك أول دولة ليبية مستقلة ذات سيادة معترف بها دوليًا.
وبهذه المناسبة، وجّهت الحكومة الليبية كلمة إلى أبناء الشعب الليبي كافة، استحضرت فيها هذه المحطة المفصلية من تاريخ الوطن، التي جسّدت إرادة الليبيين الحرة، وخلّدت تضحيات جيلٍ آمن بالسيادة، ونجح في تحقيق الوحدة الوطنية، ووضع اللبنات الأولى لدولة تقوم على العدالة والقانون والمؤسسات.
تجديد الالتزام بالسيادة وبناء المؤسسات
وأكدت الحكومة أن الآباء المؤسسين نالوا الاستقلال بإرادتهم الحرة وبعد مسيرة طويلة من النضال والتضحيات، دون إملاءات أو وصاية خارجية، معتبرة أن ذكرى الاستقلال تمثل التزامًا وطنيًا متجددًا بالوفاء لتضحيات الأجداد، واستكمال مشروع الدولة بروح جامعة قادرة على مواجهة تحديات الحاضر.
وتطرقت الحكومة في كلمتها إلى مسار الاستقلال الذي تحقق عام 1951 عبر هيئة الأمم المتحدة، حين نال الليبيون اعتراف المجتمع الدولي بحقهم في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة وقرار وطني حر، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، وعلى مدى أكثر من عقد، لم تنجح في إنجاز مهمتها الأصلية، بل أسهمت – بحسب البيان – في تعقيد المشهد السياسي، وإطالة أمد الأزمة، وتآكل القرار الوطني، وتعميق حالة الانقسام المؤسسي، بما لا ينسجم مع جوهر السيادة الوطنية.
احترام إرادة الليبيين
وشددت الحكومة على أن استمرار هذا النهج يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية وقانونية، تستوجب مراجعة جادة لدوره في ليبيا، واحترام إرادة الشعب الليبي، والكف عن سياسات التدخل وفرض المسارات السياسية التي لا تنبع من توافق وطني، والتي لم تُنتج سوى مزيد من الانقسام وعدم الاستقرار.
وفي السياق ذاته، جدّدت الحكومة التزامها بالمضي قدمًا في مسيرة الإعمار والتنمية، وبناء مؤسسات فاعلة، وترسيخ سيادة القانون، مؤكدة أن الاستحقاقات الانتخابية تمثل حقًا أصيلًا للشعب الليبي، وأنها ملتزمة بدعمها وتسخير كافة الجهود والإمكانات لإجرائها، بما يتيح للمواطنين اختيار ممثليهم رئاسيًا وتشريعيًا بإرادتهم الحرة.
واختُتمت الكلمة بالدعاء بأن يحفظ الله ليبيا وأهلها، ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار، ويبارك في مسيرة إعمارها، وأن يكون جيشها سياجها المنيع وحصنها الحصين.