رياضة

بنغازي تُبهر العالم.. صحف أوروبية وعربية تحتفي بمباراة “كأس الإعمار” بين إنتر وأتلتيكو

بنغازي تُبهر العالم.. صحف أوروبية وعربية تحتفي بمباراة "كأس الإعمار" بين إنتر وأتلتيكو - psd elenwan 2025 10 11T123456.505

العنوان-بنغازي

شهد ملعب بنغازي الدولي مساء الجمعة واحدة من أبرز اللحظات في تاريخ الرياضة الليبية، وذلك باستضافة مباراة ودية جمعت بين عملاقي أوروبا، إنتر ميلان الإيطالي وأتلتيكو مدريد الإسباني، ضمن فعاليات “كأس الإعمار” التي نظمها صندوق التنمية وإعادة الإعمار في ليبيا، في إطار إبراز تعافي ليبيا وعودة بنغازي إلى المشهد الإقليمي والدولي بعد سنوات من محاربة الإرهاب.

الحدث الرياضي حظي بتغطية واسعة من الصحافة العالمية، حيث خصصت صحيفة (موندو ديبورتيفو) الإسبانية تقريرًا مفصلاً للحدث، أعده الصحفي خيما فونتي، وصف فيه المباراة بأنها رسالة سياسية واجتماعية تهدف لإظهار تعافي ليبيا. وأشادت الصحيفة بملعب بنغازي الدولي، واصفة إياه بـ”إحدى جواهر ليبيا الجديدة”، مستعرضة تاريخه منذ أن افتُتح عام 1969 باسم ملعب 28 مارس، مرورًا بإغلاقه عام 2007 وتضرره خلال الحرب الأهلية، وصولًا إلى إعادة تأهيله من قبل شركة “ليماك” التركية التي تشرف أيضًا على مشروع تطوير ملعب “كامب نو” الشهير في برشلونة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الملعب أعيد افتتاحه رسميًا في 20 فبراير 2025 بحفل استعراضي شارك فيه نجوم كبار مثل صامويل إيتو، روبرتو كارلوس، وباتريك كلايفرت، وتم خلاله اعتماد الاسم الجديد “ملعب بنغازي الدولي”.

أما صحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت” الإيطالية فقد وصفت الحدث بأنه “رياضي غير مسبوق”، وذكرت أن هذه هي المرة الأولى التي تُقام فيها مباراة بين ناديين أوروبيين كبيرين في الأراضي الليبية، لافتة إلى أن اللقاء حمل بعدًا رمزيًا يعكس تحوّل بنغازي من مدينة الحرب إلى وجهة رياضية عالمية.

وسلطت الصحيفة الضوء على أن الفريقين لم يقضيا الليلة في ليبيا، بل عادوا إلى أوروبا في اليوم ذاته، ووصفت التجربة بأنها “سريالية” ضمن واقع كرة القدم الحديثة.

فنّيًا، أشار التقرير إلى أن إنتر ميلان لعب بتشكيلة يغلب عليها الطابع الاحتياطي بسبب غياب عدد من نجومه الدوليين، بينما شارك أتلتيكو مدريد بكامل قوته تقريبًا بقيادة المدرب دييغو سيميوني ونجمه أنطوان غريزمان، وسط حضور جماهيري كبير ملأ مدرجات الملعب.

وذكرت الصحيفة أن إعادة تأهيل الملعب لتصل سعته إلى أكثر من 41 ألف متفرج تم تحت إشراف مباشر من بلقاسم حفتر، نجل القائد العام للجيش الليبي، ضمن مبادرة لإعادة بناء الشرعية السياسية وتعزيز الاستقرار عبر الرياضة.

من جانبه، نشر موقع (Plantic) الرياضي الشهير تقريرًا خاصًا عن اللقاء، مؤكدًا أنه يمثل المرة الأولى منذ 23 عامًا التي تستضيف فيها ليبيا مباراة بين ناديين أوروبيين، حيث كانت المرة الأخيرة خلال السوبر الإيطالي 2002 في طرابلس بين يوفنتوس وبارما.

وأشار التقرير إلى أن الحدث جرى في إطار تنسيقي دقيق بين صندوق الإعمار والسلطات المحلية، بهدف عرض حالة التعافي التي تشهدها مدينة بنغازي، وإعادة ليبيا إلى خارطة كرة القدم الدولية.

وفي تغطية عربية بارزة، كتب موقع ” winwin” القطري: “صور تثلج الصدر من بنغازي.. ملعب جميل، جماهير سعيدة، وفريقان كبيران. أجواء رائعة في بنغازي.”

وأشاد الموقع بأجواء المباراة التي جمعت بين الشغف الكروي والتطور الملحوظ في البنية التحتية، معتبرًا أن هذه اللحظة ترمز لعودة بنغازي إلى قلب الأحداث الرياضية العربية والدولية.

ختامًا، لم تكن مباراة “كأس الإعمار” مجرد لقاء ودي بين فريقين كبيرين، بل كانت منصة رمزية جمعت التاريخ، والرياضة، والآمال الليبية في مشهد واحد، ليكون ملعب بنغازي الدولي شاهدًا على صفحة جديدة تُكتب في تاريخ البلاد.