العنوان
في ظل التصعيد المتواصل في قطاع غزة، وسعي الاحتلال الإسرائيلي لفرض ما يُسمى بـ”التهجير الطوعي”، برز اسم ليبيا مؤخرًا في تقارير إعلامية كواحدة من الدول التي قد تُستخدم كوجهة محتملة لاستقبال لاجئين فلسطينيين من القطاع.
هذا السيناريو، الذي كشف عنه موقع “إكسيوس” الأميركي، أثار موجة من ردود الفعل، وسط رفض رسمي وشعبي في ليبيا وتحذيرات من خطورته على السيادة الوطنية والتركيبة الديموغرافية، بالإضافة إلى كونه يُعد انتهاكًا صريحًا لحقوق الشعب الفلسطيني ولقضية اللاجئين.
وفي مقابلة تلفزيونية مع تلفزيون “المسار”، قال النائب عبد المنعم العرفي إن حكومة عبد الحميد الدبيبة على تواصل مع إسرائيل منذ اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية السابقة نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي.
وأكد العرفي أن الحكومة في طرابلس لا تملك الصلاحية القانونية أو الدستورية لإصدار قرارات تتعلق بتوطين أو استقبال لاجئين فلسطينيين، مشددًا على أن “ملف التهجير مرفوض تمامًا من قبل مجلس النواب والحكومة الليبية، ولا يمكن قبوله تحت أي ذريعة”.
من جهته، اعتبر الكاتب الصحفي أحمد التهامي أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية يحاول “التشبث بالسلطة بأي وسيلة، ووجد في التعاون مع إسرائيل في ملف استقبال فلسطينيين فرصة لتعزيز بقائه السياسي”، بحسب حديثه لـ “تلفزيون المسار”.
الموساد في واشنطن
وفق تقرير “إكسيوس“، قام مدير جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع بزيارة إلى واشنطن هذا الأسبوع، التقى خلالها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وذلك في إطار خطة إسرائيلية تهدف إلى إقناع عدد من الدول باستقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين من غزة.
ليبيا، إثيوبيا، وإندونيسيا جاءت ضمن قائمة الدول التي تجري معها اتصالات “سرية”، بحسب التقرير، فيما زُعم أن بعض هذه الدول – وبينها ليبيا – قد أبدت “انفتاحًا مبدئيًا” على المقترح، دون الإشارة إلى أي موقف رسمي أو علني بهذا الشأن.
الموساد، الذي تلقى تكليفًا مباشرًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اقترح أن تقدم الإدارة الأميركية حوافز لتلك الدول في حال وافقت على استقبال اللاجئين.
ومع ذلك، لم يصدر عن واشنطن حتى الآن موقف واضح أو حاسم تجاه هذه المقترحات.
تهجير قسري تحت عباءة “الهجرة الطوعية”
رغم استخدام إسرائيل مصطلح “الهجرة الطوعية”، إلا أن متابعين وخبراء يؤكدون أن ما يجري فعليًا هو مشروع تهجير قسري يهدف إلى تفريغ قطاع غزة من سكانه، في خرق واضح للقانون الدولي واتفاقيات جنيف الخاصة بحماية المدنيين في النزاعات المسلحة.
ويرى مراقبون أن “تكليف جهاز استخباراتي مثل الموساد بهذه المهمة الحساسة، يعكس طبيعتها غير الدبلوماسية وارتباطها بتكتيكات خفية وصفقات وراء الكواليس، مستغلة أطماع حكومة الدبيبة للبقاء في السلطة”.
نفي أميركي سابق
تجدر الإشارة إلى أن السفارة الأميركية في طرابلس كانت قد نفت، في مايو الماضي، صحة التقارير التي تحدثت عن خطة أميركية لنقل فلسطينيين من غزة إلى ليبيا.