العنوان-باريس
شهدت القارة الأوروبية، ليل الاثنين، واحدة من أكبر موجات انقطاع الكهرباء خلال السنوات الأخيرة، حيث ضرب الظلام مساحات واسعة من إسبانيا وامتد تأثيره إلى دول أوروبية أخرى، مما تسبب في شلل شبه كامل لحركة الحياة وتوقف خدمات النقل الحيوية، أبرزها شبكات القطارات ومترو الأنفاق.
وبحسب وسائل إعلام إسبانية، بدأ الانقطاع في الساعة 12:35 ظهرًا بتوقيت غرينتش، وشمل عدة مناطق من البلاد، أبرزها مدريد وبرشلونة، حيث توقفت حركة المترو بالكامل، وأُجبر الركاب على إخلاء العربات ومتابعة طريقهم سيرًا على الأقدام.
كما سُجلت اختناقات مرورية خانقة نتيجة توقف إشارات المرور، ودعت شرطة مدينة سرقسطة السائقين إلى توخي الحذر الشديد، بسبب الفوضى المرورية الناتجة عن تعطل الإشارات.
وامتد تأثير الانقطاع إلى البرتغال وجنوب غرب فرنسا، وخاصة منطقة لاند، بينما أكدت تقارير لاحقة تأثر كل من إيطاليا وبولندا وألمانيا وبلجيكا، ما يضع القارة أمام أزمة كهرباء إقليمية غير مسبوقة. كما أبلغ مواطنون في إمارة أندورا والمناطق الفرنسية المتاخمة للحدود الإسبانية عن انقطاعات مشابهة.
وأخلت السلطات الإسبانية مراكز التسوق ومحطات القطارات، وظهرت الشوارع خالية من الحركة في لقطات مصورة نقلتها وسائل الإعلام المحلية، ما يعكس حجم الارتباك الذي خلفه الانقطاع المفاجئ.
من جانبها، أكدت شركة “ريد إليكتريكا”، المشغلة لشبكة الكهرباء في إسبانيا، أنها تعمل على استعادة التيار تدريجيًا بالتعاون مع شركات الإنتاج والطاقة، بعد انقطاع شبه كامل في شبكة النقل بشبه جزيرة أراجون شمال البلاد.
وأوضحت الشركة أن فرقها الفنية فعّلت خطط الطوارئ وتعمل على تحليل الأسباب الحقيقية للانقطاع، مع تخصيص جميع الموارد المتاحة لمعالجة الأزمة.
وأشارت تقارير إلى أن السبب المرجح لما حدث هو حريق هائل اندلع في إحدى محطات توليد الطاقة داخل الأراضي الإسبانية، ما أدى إلى خلل امتد إلى أجزاء كبيرة من الشبكة الإقليمية، وانعكس أثره على الدول المجاورة. ولم تؤكد السلطات بشكل رسمي حتى الآن السبب المباشر.
هذا وعقدت الحكومة الإسبانية اجتماعًا طارئًا في قصر مونكلوا بالعاصمة مدريد لمتابعة تطورات الموقف واحتواء الأزمة. في حين صرحت الشركة المشغلة أن العودة الكاملة للتيار الكهربائي في إسبانيا والبرتغال قد تستغرق عدة ساعات.
تُعد هذه الأزمة اختبارًا حقيقيًا لبنية الطاقة في أوروبا، وسط دعوات لتعزيز شبكات الحماية والبنية التحتية الطاقية، تحسبًا لأزمات مستقبلية قد تكون أكثر تعقيدًا.