18.1 C
بنغازي
2024-04-19
أخبار ليبيا

نيويورك تايمز: الجيش يواجه العصابات الإجرامية والمتطرفين في معركة طرابلس

نيويورك تايمز: الجيش يواجه العصابات الإجرامية والمتطرفين في معركة طرابلس - merlin 153323787 cbcf10ad af1c 4795 b0cd ade43067d7c4 jumbo

طرابلس-العنوان

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس الجمعة تقريراً مطولاً حول تحرك الجيش الليبي إلى العاصمة طرابلس مشيرة إلى أنه كان هجومًا مفاجئًا سارعت لصده ما وصفتها الصحيفة بـ “مجموعة من العصابات الإجرامية والمتطرفين” مما أثار تساؤلات جديدة لدى المتحدة والقوى الغربية الأخرى التي أدانت هذا التحرك.

ونشر التقرير تحت عنوان “بلطجية ومتطرفون يشاركون في معركة طرابلس” وقال التقرير أن ما وصفته بـ “تحالف مليشيات من جميع أنحاء المنطقة” عطّل العملية حتى أن خصوم “الجنرال حفتر”  يدعون أن دباباته وعرباته المدرعة ينفد منها الوقود.

وأضاف التقرير “هناك فصائل وعلى نحو متزايد انضمت إلى المعركة ضد حفتر بما في ذلك جماعة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بميليشيا مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة إضافة لأمير حرب متطرف مُعاقب دوليا على تقويضه استقرار ليبيا؛ وقادة الميليشيات الآخرين المعاقبين بتهم تهريب المهاجرين”.

وقال الباحث “فريدريك وهري في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي أن اعتبار حفتر لهذه المعركة كمعركة ضد المتطرفين والمجرمين كانت نبوءة ولكنها تحققت “ونقلت الصحيفة عن جعفر حسين ممثل منظمة الأمم المتحدة للصحة في طرابلس قلقه من زيادة الغارات الجوية من قبل “الجانبين واستخدام المدفعية الثقيلة” معرباً عن اعتقاده أن ذروة الأزمة لم تأت بعد”.

وأضاف التقرير “الجنرال حفتر يسيطر على شرق ليبيا وكان قد تعهد لسنوات بالسيطرة على العاصمة وتوحيد البلاد التي انقسمت منذ الإطاحة العقيد معمر القذافي في انتفاضة الربيع العربي في عام 2011 “.

وأشارت نيويورك تايمز لطرابلس كونها مقر حكومة الوفاق التي وصفتها الصحيفة بـ “الحكومة التي لا حول لها ولا قوة تقريبًا” وبأن الأمم المتحدة أنشأتها وبدعم علني من قبل معظم الحكومات الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة وقد أدانت كل هذه الحكومات تقريباً حتى الآن “جهود الجنرال حفتر” للسيطرة على العاصمة.

وبحلول أمس الجمعة كشفت الصحيفة عن تزايد ما وصفتها بـ “علامات تنامي عدد المقاتلين المتطرفين والمطلوبين” الذين يقولون بأنهم يدافعون عن طرابلس مما قد يتسبب في تردد بعض الحكومات في الغرب عن حث الجنرال حفتر على التراجع”.

كما نوهت نيويورك تايمز عن البيان الذي أصدره الاتحاد الأوروبي ليل الخميس وقد قال فيه أن دوله الأعضاء “تعرب عن قلقها من تورط عناصر إرهابية وإجرامية في القتال ، بما في ذلك الأفراد المدرجين في قوائم عقوبات مجلس الأمن الدولي”.

وشددت الصحيفة على أن “فراغ السلطة في ليبيا منذ الإطاحة العقيد القذافي أتاح للميليشيات الإقليمية والإسلامية والإجرامية السيطرة على مساحات من الأرض بما في ذلك داعش ، لقد فتحت الفوضى حدود ليبيا أمام المهاجرين والمقاتلين، وشلت بشكل دوري إنتاج النفط واستنزفت الكثير من صندوق الثروة السيادي (الاستثمارات)”.

وبينما انتقد التقرير جوانب في الجيش منها “انتهاكات سابقة” أشارت الصحيفة بأنها ارتكبت في بنغازي  تطرقت في المقابل إلى القوات المقاتلة تحت لواء حكومة الوفاق وقالت : “تضم القوات التي تدافع عن طرابلس أربع ميليشيات كبرى حكمت المدينة مثل المافيا تحت الحكم الصوري للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة واحد منها على الأقل تعارض الديمقراطية وتعمل في بعض الأحيان كشرطة أخلاق وآداب”.

وتابع التقرير “لقد استفادت ميليشيات طرابلس الأربع جميعها من خلال الابتزاز وجباية أتوات الحماية من البنوك والوزارات الحكومية وهى ما أكده خبراء الأمم المتحدة ودراسة موثوقة أجراها المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية”.

وتطرقت الصحيفة بشكل مخصص لهيثم التاجوري قائد كتيبة ثوار طرابلس وهو في الثلاثينيات من عمره مشيرة إلى أنه يتجول في المدينة بسيارة مرسيدس فئة “جي كلاس”  بيضاء اللون وتابعت نيويورك تايمز: الليبيون يسخرون من كتيبة التاجوري ويسمونها “مليشيا فاشنيستا”.

وأضاف التقرير أن عادة ارتداء هيثم التاجوري ملابس من علامات باهظة مثل  فرساجي أو دولتشي غابانا في الخطوط الأمامية للقتال أصبحت مثاراً للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي الليبية وبات بعض الليبيون يسمون كتيبته باسم “ميليشيا فاشونستا” أي مليشيا “عرض الأزياء” وقد علق أحدهم على صفحته قائلاً أتمنى الحصول على خزانة ملابس التاجوري”.

وكشفت الصحيفة بأن هذه الكتائب الأربعة التي قالت بأنها تبتز الدولة وتشبه المافيا عززت قوتها بمزيد مما وصفتها بـ “الميليشيات القوية من مدينتي مصراتة والزنتان القريبتين اللتين قادتا المعركة للإطاحة بالعقيد القذافي عام 2011”.

وتحدثت “نيويورك تايمز” عن انضمام خصمهم السابق لهم  هو وصلاح بادي الذي وصفته بـ “القائد الإسلامي المتشدد” المنحدر من مصراتة والمعاقب من قبل الأمم المتحدة وأمريكا العام الماضي بسبب تقويضه لاستقرار ليبيا بشكل متكرر بما في ذلك الهجوم الذي قاده وانتهى بتدميره مطار طرابلس الدولي في 2014 في إشارة منها لعملية “فجر ليبيا “.

وإلى جانب هذه القوات تؤكد نيويورك تايمز وجود مهربي البشر سيئو السمعة ضمن حكومة الوفاق بمن فيهم عبد الرحمن ميلاد المعاقب من الأمم المتحدة أيضًا مع ظهور العديد من الإسلاميين المتشددين الفارين من مدينة بنغازي بعد سيطرة الجنرال حفتر على المدينة عام 2017 ، وتحدثوا صراحةً عن رغبتهم الآن في الانتقام منه.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن ما يسمى بـ “بسرايا الدفاع بنغازي” يشارك أيضاً في العمليات وهو من الميليشيات التي قالت بأن الولايات المتحدة حددتها كمنظمة إرهابية بعد أن لعب مرتبطون بها دوراً في الهجوم الذي قتل السفير الامريكي ج. كريستوفر ستيفنز في 11 سبتمبر 2012 ببنغازي.

وقال التقرير لقد ظهر قائد السرايا مصطفى الشركسي في المعركة  “ضد الجنرال حفتر” متحدثاً عن عودة وحدة وروح فبراير وكان ظهوره الأول في “الانتفاضة ضد العقيد القذافي في فبراير ومارس 2011 “.

ولفت التقرير لظهور المتشدد محمد حسين بعيو المستشار السابق لحكومة الإنقاذ المتحالفة مع الإسلاميين في مقابلة تلفزيونية عبر قناة التناصح وقوله بأن العديد من المقاتلين الذين يقاتلون الآن الجنرال حفتر لم ولن يدعموا حكومة الوفاق التي تدعمها الأمم المتحدة.

وقال “نحن لا نثق بهم ، لكننا اليوم في نفس الخندق ، الثوار الذين دخلوا المعركة يقاتلون  فقط من أجل دينهم وحريتهم وبلدهم”.

وشبّهت نيويورك تايمز في ختام تقريرها “الديناميكية” الحالية في طرابلس إلى حد ما بما كانت عليه بنغازي سنة 2014 وانطلاق عملية “الجنرال حفتر فيها” في إشارة منها لعملية الكرامة حيث كانت المليشيات المتشددة نشطة في بنغازي قبل العملية وتحالفت معها المليشيات الأخرى.

المصدر- نيويورك تايمز