ليبيا

“نيرون طرابلس”.. اتهامات واشتباكات دامية تهز العاصمة وسط مطالبات بإقالة الحكومة

"نيرون طرابلس".. اتهامات واشتباكات دامية تهز العاصمة وسط مطالبات بإقالة الحكومة - psd elenwan 2025 05 14T164820.492

العنوان-طرابلس

ما تزال العاصمة الليبية طرابلس تشهد تصعيدًا خطيرًا في الأحداث الميدانية، عقب اندلاع اشتباكات عنيفة منذ مساء الثلاثاء بين قوات اللواء 444 التابع لحكومة الوحدة الوطنية، وقوات جهاز الردع التابعة للمجلس الرئاسي، ما أسفر عن سقوط قذائف على مناطق حيوية وسط المدينة، واندلاع حريق كبير في مجمع أبراج “ذات العماد” الإداري والتجاري، دون تأكيدات رسمية حول عدد الإصابات حتى الآن.

وفي خضم هذا التصعيد، وصف رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بـ”نيرون طرابلس”، في إشارة إلى الإمبراطور الروماني نيرون المتهم بإحراق روما سنة 64 ميلادية، في تعبير واضح عن تحميله المسؤولية عن تدهور الوضع الأمني في العاصمة.

تحميل الحكومة المسؤولية

أصدر المجلس الأعلى للدولة بيانًا حمّل فيه حكومة الوحدة الوطنية المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عما يحدث في طرابلس، منتقدًا ما وصفه بـ”القرارات العبثية والتخبط السياسي” الذي أدى إلى إشعال فتيل الصراع.

ودعا المجلس إلى وقف فوري لإطلاق النار، حفاظًا على أرواح المدنيين والنسيج الاجتماعي، مطالبًا المجلس الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للجيش، باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الاشتباكات بدلاً من الاكتفاء بالبيانات.

كما دعا المجلس الأعلى للدولة مجلس النواب إلى البدء الفوري في تشكيل حكومة جديدة موحدة، بالتنسيق مع المجلس الأعلى، للخروج من حالة الفوضى وإنقاذ البلاد من شبح الحرب والانقسام.

مجلس النواب: حكومة الدبيبة تُطيل الفوضى

من جهته، أعرب مجلس النواب عن “بالغ الأسى” لما يجري في طرابلس، محمّلًا حكومة الوحدة المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الأمنية، وواصفًا سلوكها بـ”الرعونة” التي تهدد ما تبقى من أمل في إنهاء الانقسام السياسي.

وأكد المجلس أن تمسك الحكومة بالسلطة رغم سحب الثقة منها ساهم في استمرار الفوضى، داعيًا المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة إلى سحب الاعتراف بحكومة الوحدة ودعم تشكيل حكومة جديدة تقود البلاد نحو الانتخابات وتوحيد المؤسسات.

بعثة الأمم المتحدة تحذّر من انفلات الوضع

في السياق ذاته، أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التصعيد المسلح في طرابلس، محذّرة من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة بسرعة، في ظل تقارير تشير إلى سقوط ضحايا مدنيين.

ودعت البعثة إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين، مؤكدة أن استهداف المدنيين والبنية التحتية قد يُعد جرائم حرب يُحاسب مرتكبوها بموجب القانون الدولي.

حريق في قلب طرابلس

اندلع حريق كبير في مجمع أبراج “ذات العماد” وسط العاصمة بعد سقوط قذيفة خلال الاشتباكات، وأظهرت مقاطع متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد أعمدة الدخان من أحد الأبراج، في مشهد يعكس حجم الخطر الذي تتعرض له المنشآت المدنية الحيوية جراء هذا الصراع المسلح داخل المدينة.

تصاعد المخاوف

مع تواصل الاشتباكات واستمرار حالة التوتر، ترتفع المخاوف من تفاقم الوضع الأمني، وسط مطالبات واسعة محلياً ودولياً بوضع حد للاقتتال وفتح باب الحوار الجاد لإنقاذ العاصمة، والحيلولة دون انزلاق البلاد مجددًا نحو حرب داخلية شاملة تهدد ما تبقى من استقرار هش.

 

أخبار ذات صلة

أوحيدة: ندين منع سفر النواب من طرابلس إلى بنغازي ونطالب بتحقيق عاجل

المشري يستلم “تزكيات رئاسة الوزراء” في إطار التنسيق مع مجلس النواب

مباحثات ليبية روسية لتعزيز التعاون