العنوان
لازالت الهزات التي تحدثها الانفجارات في العاصمة السودانية الخرطوم مستمرة مع دخول القتال، الذي أودى بحياة نحو 200 شخص، اليوم الثلاثاء، يومه الرابع.
يأتي ذلك وسط حديث عن قبول الجيش وقوات الدعم السريع لهدنة 24 ساعة استجابة للدعوات الدولية المتزايدة لإنهاء الاشتباكات.
ووسط هذه الأحداث المتسارعة التي تشهدها الساحة في السودان في ظل تبادل الاتهامات بين الجيش وقوات الدعم السريع حول المتسبب في انفجار المشهد في البلاد، بدأت تطرأ على المشهد مخاوف من أن استمرار القتال وتأزم الوضع سيؤثر على دول الجوار خصوصًا ليبيا التي تمر بتحديات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية منذ 2011.
وطالبت، وزير الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة، نجلاء المنقوش، اليوم الثلاثاء، بوقف المعارك فورًا في السودان.
وقالت، خلال مشاركتها في جلسة مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي عن المصالحة الوطنية في ليبيا: إن “تعطل مسار الحوار بين الأطراف السودانية يدفع ثمنه المدنيين اليوم وأن المطلوب هو توقف المعارك فورا”.
وطالبت المنقوش، بالاستجابة لمبادرات السلام والتسوية التي يطرحها الإخوة العرب والأفارقة لوقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية في السودان.
سيناريوهات محتملة
وعن السيناريوهات المحتملة في حال استمرار القتال داخل السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، زيادة نشاط جماعات تهريب البضائع من ليبيا إلى السودان، عبر الحدود المشتركة بينهما، الأمر الذي سيؤدي إلى استنزاف الاقتصاد.
كما أن هناك مخاوف من تدفق آلاف المهاجرين غير الشرعية والنازحين الفارين من مواقع إلى ليبيا ومن ثم إلى جنوب أوروبا، إضافة إلى زيادة نشاطات الجماعات المسلحة وتهريب البشر والممنوعات والسلاح والمعادن.
وهذه الأحداث الدائرة في السودان تأتي في الوقت الذي ما زال مطلب الأمم المتحدة برحيل القوات الأجنبية والمرتزقة، والذي يعتبر أحد العوائق أمام الوصول إلى تسوية سياسية كاملة في ليبيا.
وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، عبدالله باثيلي، قد أجرى زيارات إلى دول الجوار الليبي ومن بينها السودان للمساعدة في سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، غير أن استمرار الأوضاع الراهنة في السودان قد يعطل وربما يفشل تلك المساعي.
وليست ليبيا هي البلدي الوحيد الذي بمكن أن يتأثر بما يجري في السودان، بل التأثر سيطال أيضا كل من تشاد ومصر اللتان تربطهما أيضا حدودا معها، إضافة إلى المنطقة بالكامل، وصولًا إلى أوروبا.